ليملكنّ كنوزَ قارونٍ كما ... ورثتْ عِداه الخَسفَ من قارون .
ولتبقَ دَوحةُ عزّه ملتفّةً ... في خُضر أوراق ومُلْدِ غُصون .
أبو القاسم عُزيزان بن محمد الخطّاط .
النظاميّ التبريزي .
استكرمه الصاحب نظام الملك أدام الله علوّه وحرس على الملك نِظامه فارتبطه وقبضَ منه الزمان فبسطه وأسكنه المدرسة المعمورة بنيسابور وهو يغرس بخطّه الدرّ في أرض القراطيس وينشرُ عليها أجنحة الطواويس . أنشدني لنفسه في خدمةٍ نظامية : .
إنّ مَن أيقنَ أنْ لم يُجْدِهِ ... زخرفُ الدنيا سوى الذكر الحسَنْ .
كان بسطَ الكفّ طلقاً وجهه ... كالأجلِّ الصاحب القَرْم الحَسَنْ .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
أحنُّ إلى أرضي وغيرُ عَجيبِ ... فكم حنّ للأوطانِ قلبُ غريب .
دَجَت لي تباشيرُ الصباح كأنها ... لقد أخذت من غُربتي بنصيب .
الموفَّق بن الخليل بن أحمد الشيباني .
قال يمدح الصاحب نظام الملك أطال الله بقاه وحرس لقاه وكبتَ أعداه هذه القصيدة لأبي عامر الجرجاني سرق هذا المعنى : .
دعيني وعِلْمي والتُّقى ومناسكي ... فما أنا في دهري أنيسُ العواتك .
فإنْ تشتهي عَزفاً وقَصْفاً ولذةً ... فسيري إلى غيري فلستُ هنالكِ .
ولست أرومُ الرومَ والريمَ والدمى ... ولو رامها غيري فلستُ كذلك .
أحب الله لي إلاّ التمسك بالتُّقى ... ومدح قِوامِ الدين صدر الممالك .
أحمد بن محمد الموَرِّيُّ الأديبي .
هذا المسمّى من جملة طبقات فارس من مُدّاح الصاحب أدام الله علاه رأيت له فيه رائية لا بأس بها وهي : .
أطلع للناس وجهُهُ قَمراً ... بطرفِهِ قلبٌ ذي التقى قُمِرا .
بستانُ حُسنٍ إنْ بستَ مبسِمه ... بَسَّم في صحنِ خدِّه الزَّهَرا .
ما خلق الله مثله بَشَراً ... ببِشْره ظَلّ يفتن البَشَرا .
حاجبه في السواد حاجبه ... يحجُبُ عنه بنوره البَصَرا .
عارضُهُ مثلُ عارضٍ برزتُ ... من تحته الشمسُ كلّما ظهرا .
كالنور نوراً والغصن منعطفاً ... والروض رذيّاً والماء حين جَرى .
ومنها في المدح : .
كافي الكفاة الأجلُّ سيدُنا ... بواكفِ الكفّ قد كفى الفُقَرا .
وخَطُّه فوقَ خَدّ مُهْرقه ... خَطُّ مليحٍ في خدّه زُبِرا .
أو بُردُ وشْيٍ منشوره نُشِراً ... أو روض حُزنٍ منثوره نُثرا .
نعمة الله بن أحمد الخطيب .
يقول في تشبيب قصيدة له : .
مِلْ بالركابِ فقد لاحتْ لنا الحِلَل ... لنسأل الحيَّ من عُسفان ما فعلوا .
دامت بها دِيمٌ تَروي معاهدها ... وكم بها عُهِد اللذاتُ والجذلُ ! .
! .
أيام تُسعدني سُعدى وتُجملُ بي ... جُمْلٌ وتُنعم لي نُعْمٌ بما أسل .
أجرُّ في اللهوِ أذيالي وأسحبُ في ... طُرق المَجانة رَيْطي والصِّبا خَضِل .
ناصر بن سَلَمة .
اخترتُ له من قصيدة نظاميةٍ هذه الأبيات : .
فلأقطعنَّ إليه كلّ تَنوفةٍ ... زَوراءَ ذاتِ سهولةٍ وحُزون .
تشكو النعامُ بها حَفى أظلافها ... والعِينُ جَدبَ مسارحٍ وعيون .
بوجيف مأمونِ الكَلابل شِملَّةٍ ... مَوسومةٍ بلظى الهَجير أمون .
ومنها في المدح : .
مَلكٌ أظلُّ ببأسه وبعطفه ... والأرض بين تزلزلٍ وسُكون .
كالبدر مؤتَلقاً بغيرِ تنقُّصِ ... والغيم مُندفِقاً بغير دُجون .
أسد بن المُهلَّب بن شاذي .
التقطتُ له من خدمة نظامية هذه الأبيات الحسنة : .
أراجعةٌ أيامُ خَولةَ بعدما ... تَصرَّم من عهد الحمى ما تَصَرَّما .
سقى الله أيام الحِمى كلّ سُحرةٍ ... سَحاباً إذا ما قيل : أنجَم أثجما .
ومنها : .
وفي بُردتي لولا الهوى نفسُ ضَيغمٍ ... أهنتُ لها جَوبَ القِفار لتكرُما