فكما أردتَ سَلِ البَرايا واحتكمْ ... وكما اشتهيتَ سُقِ القضايا وافعل .
علي بن هبة الله بن محمد بن خالد التبريزي .
له من قصيدة : .
أسفي على زمنٍ تولّى وانقضى ... وقدِ انقضتْ فيه لنا أوطارُ .
أيام تُسْعِفُنا الليالي بالمُنى ... وتُطيع سُعدى أمرَنا ونوار .
أيامَ عودُ العيش أخضرُ مثمرٌ ... فيها وكاساتُ العُقار تُدار .
أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب .
الأديب التبريزي .
له في فتح خَرْشنة وما يسّر الله تعالى على يد الصاحب نظام الملك من استنزال " فَضلون " عنها وبثّه الطلبَ على أثره وهو في الهرب بجدّ حتى رُدَّ وقد أحاط بقدِّه القِدُّ قصائد : .
هنيئاً لملانا العُلا وسُعودُه ... وأُرغِمَ شانيهِ وكُبَّ حسودُهُ .
هو الماجدُ المرجوُّ فيضُ نوالِهِ ... وكعبُ الندى والمُنذران عَبيده .
وما زلتُ أشكو من زماني صرفه ... إلى أن بدتْ لي من ذَراه سُعوده .
فآمنني منهُ ذِمامٌ عقدْتُهُ ... لدى خَيرِ جارٍ لا تُحلُّ عقودُه .
فتىً ليس يبقى في يديه طريفه ... إذا ما انتدى يومَ الندى وتليدُه .
إذا جادَ في شَهباءَ ضَنَّت بِدَرِّها ... وجفَّ الثرى أغنى عنِ القطرِ جودُه .
يُجيرُ من الدهرِ الخؤون عُهوده ... ويحيي الورى تَهْتانُه وعُهوده .
عصى أمره راعي الرُّعاة لجَهْله ... فأمسى يُغني بالنذير قُيودُه .
قلت : لستُ أرضى لمثل هذا الفتح بمثل هذا الشرح . وقد اتّفقتْ لي منه نونيّةٌ شغلتُ بأوصاف هذه الحالة مطلعها ومشرعها ومقطعها . ولم أستطردْ من معناها إلى معنىً سِواها وهي : .
وفَتِ السعودُ بوعدها المضمونِ ... وترادفت بالطائِرِ المَيْمون .
وعَلا لواءُ المسلمينَ وشافَهوا ... تحقيق آمالٍ لهم وظُنونِ .
وأضاءتِ الدنيا وسُلَّ صباحها ... من بين جانحتي دُجىً ودُجون .
واخضرّ مغْبرُّ الثرى فَنَسيمُه ... يُثني على سُقيا أجشَّ هَتونِ .
بالفتح فتَّح بابه ذو عِزّةٍ ... وعدَ الإجابة حين قال : ادعوني .
إن الحديثَ لذو شجونٍ فاستمعْ ... أحلى حديثٍ بل ألذَّ شُجون .
أما الممالكُ فالسُّرورُ مطنِّبٌ ... في مستقرِّ سريرها المَوْضون .
شَقّتْ عقيق شفاهها مُفترّةً ... عن مَبسَمٍ كاللؤلؤ المكنون .
بعد اعتراضِ اليأس نال مُحاقَه ... قمرُ الرجاءِ فعاد كالعُرجون .
فضْلٌ من الله العزيزِ ونعمةٌ ... كفَّت فضول البَغي من " فَضْلون " .
لمّا اغتدى جارَ الغمام وغرَّه ... بالومْض بارقُ رأيه المأفون .
في شامخٍ أَيِسَتْ وفودُ الريح من ... جَرِّ الذيول بصحنه المسْكون .
لم تفترعه الحادثات ولم تطُفْ ... إلا بمحروس الجهات مَصون .
يَلقى بِرَوقَيه النجومَ مُناطحاً ... ويحكُّ بالأظلاف ظهرَ النون .
أنستْه بِطنتُه أيادي منعِمٍ ... سَدِكٍ بعادةِ لطفه مَفتون .
في ضمن بُرديْه مَهيبٌ مُتّقىً ... وعليه بِشرُ مؤمَّلِ مأمون .
كالمَرْخ يُبدي الاخضرار غصونُه ... والنارُ في جَنبيه ذاتُ كُمون .
فبغى وألسنة القَنا يُنذرنه ... برحىً لحبّاتِ القلوب طحون .
وطغى ومن يستغنِ يطغَ كما الثرى ... إنْ يُرْوَ يُوصَفْ نبتُهُ بجُنون .
وافْتنّ في آرائه متلوِّناً ... كأبي بَراقشَ أو أبي قَلمون .
طَوراً يَجُرّ فؤاده رَسنٌ المُنى ... أي كيفَ أُلحقُ والمجرّةُ دوني .
ويقيس طَوراً حِصنه بالسجن من ... فشلٍ وراء إهابه مسجون