وفي قريب من هذا المعنى ما أنشدني العميد القُهِستاني قال : أنشدني الشيخ أبو الفتح المظفر بن الحسن الدامغانيّ لنفه في الوزير الشيخ أبي القاسم أحمد بن حسن الِميمَنْديِّ : .
ولقد يَئستُ منَ الوزي ... ر ومن بَنيه زائده .
وغسلتُ من معروفهمْ ... كِلتا يَدَيَّ بواحده .
ورَمَيتُهم عُرضَ الِجدا ... رِ فليسَ فيهم فائده .
أبو العباس العباس الخوزانيّ .
أنشدني أبو عامر الجرجانيّ قال : أنشدني أبو جعفر محمد بن أحمد القصاصُ قال : أنشدني الخوزانيّ لنفسه في وداع شهر رمضان عمّت بركته : .
أقولُ لشهرِ الصَّوم لما قضيتُهُ : ... عليكَ سلامُ الله بوركتَ راحلا .
وقد كنتُ من سَحبانَ أفصحَ لهجةً ... فصيَّرَ طَبْعي باقلاؤك باقِلا .
الحسن بنُ مالكٍ .
وجدتُ له في كتاب " قلائد الشرف " من تأليف الشيخ أبي عامر الجرجانيّ قصيدة نظامية ضممتُ أذيال شَتاتها واخترتُ هذا القدْر من أبياتها وهي : .
وقد يَتصابى والمشيبُ يذمُّه ... فُوادٌ به سُكرٌ وليسَ به ذِكرُ .
عَمَرتُ خرابَ الشَّعر عُمراً بخَضبه ... وعندَ الغواني أرضُ عُمرانه قَفرُ .
أليسَ شبابُ المَرءِ أحلى حياته ... إذا جاوز الأحلى فما بعده مُرُّ .
ومنها : .
وزيرٌ وزيرُ الناس لم يحظَ عنده ... ولا بات محمولاً على ظهره وِزرُ .
أبوهُ عليٌّ جازَ في المجد رُتبةً ... عوى تحتها العَوّاءُ واستغفرَ الغَفْرُ .
وإسحاقُ لم يَخمُلْ ولا خمل ابنُهُ ... ولا ابنُ ابنه يوماً ولا خَملَ الذِّكْرُ .
أولئكَ سادوا ثمّ شادوا فأكملوا ... فأبخلُهم بحرٌ وأجنبُهم بحر .
ابنُ العَواذليّ .
قصد الحضرة النظامية على باب رُها وفتح بهذه الميمية لهاه قَرَماً إلى اللُّهى واغترف اعتقاده في الخدمة من نِهْيِ النُّهى : .
لو كانَ للدهر حِسٌّ أوله كَلِمُ ... أثنى عليكَ بما يُثني به الخَدَمُ .
سُدْتَ الزمانَ فأعلى قدرَ سيِّده ... عن أنْ يُلِمَّ به من صَرفه ألَمُ .
قد تابعَتْك على الإسعاف أقضيةٌ ... مُطيعةٌ بالذي تَهوى وتحتكم .
فالأرضُ مخضرّةٌ تحكي زُمرّدةً ... والنَّورُ دُرٌّ على الأغصان مُنتظمُ .
وللأزاهير ضِحكٌ في حدائقها ... كأنّهنّ ثغور البيضِ تبتسم .
كأنّ تغريدَ وُرقِ الصادِحات بها ... أرجازُ رؤبةَ لولا أنها عَجَم .
دُكْنٌ مطوَّقةٌ أعناقُها حُمماً ... وما سمعنا بجيدٍ طَوقُه حُمَم .
وكُلُّ طَودٍ أشابَ جُمَّته ... قد كاد يصلعُ من فازارته القِمم .
لولا اختلافُ فُصول العام ما عَمَرتْ ... أرضٌ ولا نشأتْ من رَبعها نَسمُ .
ومنها في المدح : .
إمامُ علمٍ يُجيرُ الائْتِمامُ به ... وقدوةٌ تُقتفى آثارُها علمُ .
يُمتارُ من رأيه نصرٌ ومن يده ... رِفدٌ ومن فمه الآدابُ والحكم .
فَزِدْ على ثِقةٍ مَغْناهُ تحْظَ بما ... وجوده عنده سِيّانِ والعَدمُ .
ولا تسِمْ بالندى كعْباً ولا هَرِماً ... فكلُّ ذي نعمةٍ في قَومه هَرِمُ .
علتْ مساعيه عن شَرح فلا انشرحتْ ... عن صدر حاسده بلْوى ولا غَمَمُ .
وله أيضاً : .
تلقَّ سُعوداً شارفَتْك ومَهْرجِ ... وأيمِنْ بعيدٍ سنَّه الفرسُ مُبهِجِ .
وفصلٍ جَلا منهُ الخريفُ من الثرى ... فَردايسَ تجلو ناظرَ المتفرِّجِ .
ففيها لحسِّ الذوق من ثَمراتها ... ووللشَّمِّ خَظّا لذةٍ وتأرُّجِ .
ولما استوى ساعُ الجديديْنِ عُدّةً ... أنفْنا على فصلٍ من العام سَجْسَج .
وأقبلَ آلاءُ الوزيرِ تَؤمُّنا ... على منهجٍ من عَدْله غيرِ مُنهَجِ .
عوائدُ مَجبولٍ على الخير دأبُهُ ... إغاثةُ مَنجودٍ وإيواءُ مُلتَجِ