فلا زال للنّعمى وللعزّ والعلا ... وأعداؤه للحبس " والحصر والهصر " .
وضم إلى هذه الرّوضة غديراً فقال : .
أبا قاسمٍ لا زلت فينا عطيّة ... من الله لا أمست يد الدهر مجذوذه .
طبعت على طبعٍ ولا طبع به ... نصول المعاني منه أرهقن مشحوذه .
جلوت علينا دمية القصر غادةً ... فأضحت بألحاظ البريّة مأخوذه .
وقد نبذ الناس اليتيمة بعدها ... ولا عجب إنّ اليتيمة منبوذه .
فخفت عليها العين من كلّ عاشقٍ ... وقد عبتها كذباً يكون لها عوذه .
وثناه الشيخ الإمام أبو عامرٍ الفضل بن إسماعيل بن الفضل التّميميّ الجرجانيّ فقال والقول ما قالت حذام وكلامه أعذب من ابنة الكرم شيبت بماء الغمام : .
ما دمية القصر إلاّ روضةٌ أنفٌ ... تحوي محاسن أهل البدو والحضر .
من كلّ لفظ كنظم الدرّ مخترع ... وكلّ معنى كنفث السّحر مبتكر .
ابقت أسامي في فيها مخلّدةً ... منقوشةً بين سمع الدهر والبصر .
فليحسنن من نظام الملك موقعها ... فغنها عصرةٌ من أعظم العصر .
يشفى بها كاتبٌ ماتت خواطره ... وشاعر ملكته عقدة الحصر .
وهي العرائس لا ترضى لبهجتها ... أن تستباح بلا ألف من البدر .
فذاك يدعو عليّاً أن يشيّعها ... بكلّ باهرةٍ أضوا من القمر .
فهو الإمام الذي تندى خواطره ... بكلّ معجزةٍ تعيا على البشر .
وثلثه الأستاذ الإمام يعقوب بن أحمد وهو المطرّز لهذا الكتاب والحالي لهذه الكعاب : .
أغار عليّ بالكتاب أملّه ... وشرّفه باسم الوزير أبي علي .
عقائل خدرٍ آنسات كأنها ... بدور سماءٍ للنواظر تنجلي .
فيا دمية القصر اسحبي ذيل عزّةٍ ... وتيمي فقد وشاك ما شاءه علي .
ولم يبق في قوس التصنّع منزعاً ... ولم تخط مرماه صوائب أنصل .
فأعين أهل الفضل أضحت قريرةً ... به وبعقدٍ منه جدّ مفصّل .
فلا زال مولانا الذي هي باسمه ... تشرّف ذا جاهٍ وعزّ مؤثّل .
لينتاش منكوباً ويفتك عانياً ... وينجح حاج المستميح المؤّمل .
وربعه الغمام أبو الفضل الخيريّ وهو الإمام الأصيل ومن لم يفته فيما يكنى به التحصيل . فقد زويت إليه جملته والتّفصيل : .
ودمية القصر آتت كاسمها معشوقة المنظر والمخبر .
لقد جلاها أوحد العصر في ... معرض حسنٍ رائق أزهر .
طرازها من حسن ألفاظه ... وحليها ذكر الوزير السّري .
أبي عليّ من علا أمره ... فجاوز العيّوق والمشتري .
يعتاض حمد الناس من ماله ... أكرم به من رابحٍ مشتر .
قد بسط العدل وأحيا الورى ... برأيه النافذ كالخنجر .
لا زالت الأيّام طوعاً له ... في دولة تبقى إلى المحشر .
وخمسه الشيخ الأديب عليّ بن أحمد الفنجكرديّ فتثبّت على ذيل فضله بالخمس إذ حصل إليّ اليوم منه ما لم يكن بالأمس : .
أروضة أنفٌ يعتادها بكراً ... عهاد غادية هطالةٍ مصره .
فاحت روائحها حتّى إذا انتشرت ... دعت إليها نفوساً أصبحت ضجره .
ففرّجت غمّها عنها ببهجتها ... وأودعتها سروراً فانبرت أشره .
تحلو العيون إذا أبصرن خضرتها ... لم تشك أجفانها من بعد ذاك مره .
أم غادة فردةٌ في الحسن غانيةٌ ... فتانة أقبلت في حليها عطره .
فرعاء بهكنة خودٌ منعمةٌ ... غيداء خمصانة وهنانة خفره .
تبدو قليلاً فإن أوليتها نظراً ... عادت على فورها في الخدر مستتره .
باهى ابوها بها شمس النّهار كما ... باهت بها أمها في ليلها قمره .
أم دمية القصر وافت في محاسنها ... تميس في حلل الإعجاز مبتدرة