سقاني تحت غصن الورد ورداً ... كمسبوك النضار مع ابن غصن .
غزال لو يباري البدر أربى ... على البدر المنير بألف حسن .
فرمت وقد شربت الكأس نقلا ... فقال وقد زوى شفتيه : بسني .
وله في الحنين إلى أصدقائه بخواف : .
بالله يا راكباً يزجي مطيته ... بلغ سلامي بلغت النجع والرشدا .
بأرض خواف أحبائي وقل لهم ... نسيتموني ولا أنساكم أبدا .
وله في الشكوى : .
ما للأقارب آذنتي عقاربهم ... وعيروني الحجا والعلم والفطنا .
إذا أساءت ذوو القربى مجاورتي ... كنت القريب وإن لم أهجر الوطنا .
ليالي بات الوصل للأنس موقظاً ... وباتت صروف الدهر عنهن نوما .
تراضعني سعدى سلافة قهوة ... تضوع مسكاً في الإناء مختما .
إذا ما شربت الكأس وارتدت قبلةً ... تعين عليها قربت لفمي الفما .
وإن تركتني سورة الكأس عابساً ... أهاب لظاها سوغتها تبسما .
وتلقي أحاديثاً كمعسولة المنى ... فأسرد منها سمط در منظما .
لأجعله يوماً نسيب قصيدة ... ألاقي بها الشيخ الأجل المعظما .
ومنها : .
وزير به شد الممالك أزرها ... وعاد به منآدها متقوما .
وجلت ظلام الظلم أضواء عدله ... ألا فتأمل هل ترى متظلما .
ومنها : .
إذا فوق التدبير صائب رأيه ... على مشكل قد رام أقصد ما رمى .
فأين ابن وهب فليقم ير عنده ... مصابيح رأي تزهر الليل مظلما .
وليت ابن قيس أحنف الحلم لم يمت ... ليبصر حلماً يستخف يرمرما .
ولو طيئ راءت سماحة بيته ... طوت ذكر جود في عدي بن أخزما .
تندى سحاباً وانتدى شمس ضحوة ... وطال قطامياً وأقدم ضيغما .
ووقع معصوماً وقال مسدداً ... وعامل مرضياً وفكر ملهما .
قلت : أبصر البيتين كيف تعادل أوزانهما وتناصف أقسامهما وتناسب كلامهما : .
ورام بأرض الروم أن يظهر الهدى ... فأشعله فيها حريقاً مضرما .
قلت : ما أحسن ما جعل إحراق ديار الرومية سبباً لإشراق الملة الحنيفية وكفى لدين الإسلام أن يشتهر اشتهار النيران على الأعلام : .
فمن صم عن حق وأعوج عن هدى ... أزار وريديه الأصم المقوما .
وقد شاهد السلطان أنوار رأيه ... فأطلعها في ظلمة الكفر أنجما .
هو النجم يوماً يستضاء بنوره ... ويوماً يرى في حومة الحرب مرجما .
ويسعد من والى رضاه بيمنه ... ويشقى أعاديه كذا النجم في السما .
إذا نديت كفاه كف ندى الحيا ... حياء وأمسى مرزم القطر مرزما .
ومنها : .
سريت اعتسافاً والنجوم أدلتي ... إلى حيثما وجهت وجهي وأينما .
تلوح لي الجوزاء جوز سمائها ... كأن لها في آل إسحق منتمى .
أولئك قوم شرّف الله ذكرهم ... بهذا المرجى ما أبر وأكرما ! .
! .
بقيت نظام الملك للدين عصمة ... وللمجد والعلياء كفاً ومعصما .
وله وهو من ملحه : .
قلت لها : لا تمنعي قبلةً ... تشفي سقام النفس ياقوتها .
فغمضت من عينها مؤخراً ... ورصعت بالدر ياقوتها .
وله أيضاً : .
ما في جناني لجن الشعر من سفه ... ولي عن الهجو للأعراض إعراض .
الهجو طيش يليه طبع ذي هوج ... والعقل للمرء عند الطيش رواض .
أبو سهل أحمد بن الحسن