قصد الحضرة النظامية من مكة وحرسها الله تعالى والسعد يقوم أمامه والنُّجْحُ يقود زمامه . ولقيها بهذه القصيدة على باب مَنار جُرْد سنة ثلاث وستّين وأربعمائة : .
جوى ما جوى بين الحشا والجوانحِ ... وفَرطُ اشتياقٍ بين غادٍ ورائحِ .
عذيري من العُذّالِ لم ينصفوا فنىً ... فتينَ الغَواني والحِسانِ الملائحِ .
وعانٍ بأرض الشام غانٍ يَشوقُهُ ... إذا شامَ علويُّ البُروقِ اللوامحِ .
إلى الله أشكو في فُؤادي غُلّةً ... شَفاها بَرودَ الرُّودِ لا ماءُ ماتِح .
لقد نَزَحتْ للبَيْن دارُ أحِبَّتي ... فمَن لي بهاتيكَ الديار النَّوازِحِ .
وأنضاءُ أسفارٍ سَرَيْنَ بمثلها ... يجُبْنَ بِهِم جَوباً بُطونَ الصحاصِحِ .
وركْبٍ نَشاوي قد سَقَتْهُمُ يدُ الكرى ... بكأس عُقارٍ فوقَ قودٍ طلائِحِ .
وميلٍ على الأكوار صيدٍ كأنَّهم ... سُرىً صبَّحوا الصَّهباءَ من كفِّ صابِحِ .
فنبّهتُهم والنوم كُحلُ عُيونهم ... بمدْحِ نظامِ المُلك أهلِ المَدائح .
ومنهل في المدح : .
يجود بمَضنونِ الثراء تكرُّماً ... إذا قامَ عِلاّتُ النفوسِ الشَّحائحِ .
ويَفتضُّ أبكارَ المَكارمِ سُؤْدَداً ... فيُرضي بها كفؤاً كريمَ المناكحِ .
أخو الغارة الشَّعواءِ في حَومةِ الوَغى ... وقاري ذُرا الهاماتِ بيضَ الصَّفائح .
لقد ملكَ الشامَ المقدَّسَ حامياً ... حِماهُ بمَجْرٍ فوقَ جُرْدٍ سَوابِحِ .
رَضيُّ أميرِ المؤمنين رضىً بها ... لما دارَ من رأيِ بمحْضِ النصائح .
منَ الحرمِ الميمونِ أمّتْ ركائبي ... حِمى حلبٍ تَبغي جَزيل المنائح .
وردْنَ بنا ماءَ الفُراتِ وطالما ... وردْنَ الرَّكايا بين عذبٍ ومالح .
تيمَّمْنَ بي كافي الكُفاةِ وعنده ... مواردُ بحرٍ في المكارمِ طامح .
تزاحمتِ الوُرّادُ فيهِ كأنّه ... زِحامُ حَجيجِ البيت بين الأباطِحِ .
جَلتْ سُخطَ دهري نظرةٌ رَضَويَّةُ ... نظاميةُ الأسبابِ سَبْطَ المَنادحِ .
أبو دُلْفٍ الخَزرجيّ .
قال في أبي عبد الله العَلَوي Bه : .
لولا النبيُّ وصَفوُهُ ... وابْناهُما ثمَّ البَتولْ .
لعلمتُ أني شاعرٌ ... أسِمُ الرِّجالَ بما أقولْ .
لكنّني أعرضْتُ عن ... ذاكَ الحديثِ وفيه طولْ .
وتركتُ للخمرِ الخُما ... رَ وحَبّذا تلكَ الشَّمولْ .
محمد بن جَرّاحٍ البَكريُّ .
له : .
إنا لنبني على ما شيَّدَتْهُ لنا ... آباؤنا الغُرُّ في مَجدٍ ومن كَرمِ .
لا يرفع الضيفُ عنا في منازلنا ... إلا إلى ضاحكٍ منّا ومبتسِمِ .
إني وإنْ كان قومي في الورى عَلَماً ... فإنني عَلَمٌ في ذلك العَلَمِ .
أنشدنيها له الأستاذ أبو محمد العبد لْكاني الزوزني C بزوزن سنة ثمانٍ وعشرين .
قال : أنشدني إبراهيم بن محمد بن شُعيب البَكري قال : أنشدني عمي محمد بن الجرّاح هذا لنفسه .
أبو كامل .
تميم بن المفرح الطائي .
كامل وبالكمال قد كني وإذا وصف تمام الفضل فتميم عني وناهيك بذاك الألمعي مفرِّجاً كاسم أبيه لغماء العِي .
ذكر لي الشيخ أبو عامر الجرجاني أنه اجتاز به قاصداً غزتة ولم يقف له على جلية خبر بعد ذلك . والغالب على الظن أنه استوفى رزقه هنالك . أنشدني الشيخ أبو عامر له قال : أنشدينها لنفسه في الوزير أبي القاسم علي بن عبد الله الجويني C : .
ودِّعينا إنْ كنت أزمعتِ جاره ... قبل أن يمنع الفِراقُ الزيارهْ .
زودِّي وامِقاً أجدَّ ارتحالاً ... ما قضى في مقامه أوْطارَه .
مُغرماً ما علمت يا أمَّ عمروٍ ... أين صار الهوى به يوم صارَهْ