غنت على مقتضى الإيقاع يشفعه ... صوت كنغمة برصوما إذا زمرا .
يا سكراً قبل أن ذقناه أسكرنا ... ودرة نثرت في نطقها دررا .
وأنشدني لنفسه أيضاً : .
سأحدث في متون الأرض ضرباً ... وأركب في العلا غبر الليالي .
فإما والثرى وبسطت عذراً ... وإما والثريا والمعالي .
وله وهو من المعاني المنقولة من الفارسية إلى العربية : .
لولا امتساكي بصدغيها على خجل ... حملت يوم النوى في عبرتي غرقا .
تعلقاً كاشتعال النار في شمع ... فلا أفك يداً أو تضرب العنقا .
قلت : قد أخطأ حيث قال : أو تضرب العنق ليس بعلة لانفكاك علقة النار من الشمع بل يزيد ذلك في العلاقة . والصواب ما قاله والدي رحمة الله عليه : .
علقت بها كالنار في الشمع فهي لا ... تكف يداً عنه وإن حز رأسها .
ولوالدي فيما يقرب من هذا المعنى : .
علقت بها كاللظى بالشموع ... تميز عنها بإطفائها .
وكلهم قصدوا نقل المعنى على سبيل ترجمة بعضهم : .
در آوبزم از وي جو آتش ز شمع ... جدا كردن از وي بكشتن توان .
وأنشدني لنفسه : .
مرت بنا وعيون الخلق ترمقها ... كالظبي أفلته الصياد من شركه .
كأنها وسراة الطرف تحملها ... بدر السماء يزور الأرض في فلكه .
وقرأت من خطه أبياتاً له في غلام اسمه نجم : .
لقد فقت في الحسن كل الورى ... فمن دونك اليوم يا نجم دون .
وقد صرت في الحسن حيث انتحوا ... وحيث انتهوا من به يقتدون .
إذا الليل ألوى بهم فابتسم ... قليلاً فبالنجم هم يهتدون .
وله في العتاب : .
لبستك درعاً والخطوب سواهم ... تسدد نحوي حيث يممت أسهما .
توقيت أطراف الخطوب بمثلها ... فهذي جراحي تقطر الدما .
وما أنا إلا الأرقم الصل ساكناً ... دببت إلى نابيه عمداً فصمما .
وليس يهاب الصارم العضب مصلتاً ... رئيساً مفدى أو شجاعاً معمما .
وله في الحكمة : .
ولا تجزع إذا ما سد باب ... فأرض الله واسعة المسالك .
ولا تفرغ إذا ما اعتاص أمر ... لعل الله يحدث بعد ذلك .
وله في الشيخ أحمد بن الحسين الخوافي : .
لما رأيت الدهر صارت صروفه ... على كل حر ذابلاً ومهندا .
سموت إلى طود من العز شامخ ... لأكسب مجداً يملأ العين واليدا .
فأعددت للدنيا علي بن أحمد ... وأعددت للعقبى علياً وأحمدا .
وله أيضاً : .
أسادتنا إني حسام مصمم ... جلت حادثات الدهر عن متنه الصدا .
فإن تعلموني كنت كفاً وساعداً ... وإن تهملوني ضائعاً تشمتوا العدا .
فليتك إذ ريفت لم تك ناقداً ... ويا ليتني إن رقت لم أك عسجدا .
وله في الشكوى : .
ألا يا للعجائب ما لقومي ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا .
شروا من ليس ذا جد وجد ... وباعوا من له عضد وباع .
وله من غزلياته الرقيقة : .
أبدر تميم أنت في كل محفل ... وقى الله عين السوء بدر تمام .
أجدك ما تنفك تسبي متيماً ... بفترة ألحاظ ولين قوام .
فحاجبك المقرون قوس موتر ... وهذبك نشاب وطرفك رام .
أمالك رقي هل بقلبك رقة ... تأمل نحولي في الهوى وغرامي .
لأصبح عنك الصب بالسب راضياً ... تكلم بما تهوى وأمرك سام .
إذا طلعت شمس النهار فإنه ... رسول الذي يقريك ألف سلام .
وإني على ما قد ترى من كهولتي ... غلامك لو ترضى وأي غلام .
وله : .
لم لا أصر على الملاهي سادراً ... ولدي من في وجهه أغراضي .
من خده وردي وبرد رضا به ... خمري وفوه البرء من أمراضي .
ولم النكول من العداة وشكتي ... مشهورة وغرار سيفي ماض .
من قده رمحي ومن ألحاظه ... سيفي ومن وفراته فضفاضي