هملاج في ميادين الفضل وإن كان برجله عرج فحدث عنه وما عليك حرج . وأنا وإن لم أره فقد سمعت خبره . وأنشدني له السيد أبو الحسن الظفري .
أيا سيداً قد نال في المجد والعلا ... ذرا شامخات لن ينال بعيدها .
له في سماء المكرمات مآثر ... يفاوق فوق الفرقدين قعيدها .
أعز ابن أنثى في البحار إذا اعترى ... وحيد الورى في مجدها وفريدها .
إذا وطئت أقدامه الأرض أو مشى ... عليها ربت واهتز منها صعيدها .
الحاكم علي بن إبراهيم الزيادي النيسابوري .
أنشدني له السيد الظفري أبو الحسن C : .
ألمت بعيد الأربعين مفاصلي ... وعدا يعاديني الطباع الأربع .
عجل المشيب إلي قبل أوانه ... إن المشيب إلى المعنى أسرع .
وعندي أن أول من اشتكى الأربعين أبو عبادة البحتري حيث يقول : .
ومن يطلع شرف الأربعين ... يحيي من الشيب زوراً غريبا .
وجرى بين يدي والدي C ذكر الأربعين فقيل : ذلك بلوغ الأشد فقال : بل بلوغ الأشد . وأنشد لنفسه أيضاً : .
ودعاني فقد بلغت الأشدا ... ودعاني والرحل حتى أشدا .
ما يرجي من أرذل العمر شيخ ... من بلوغ الأشد يلقى الأشدا .
أبو العباس أحمد بن علي بن مخلد البيادي .
أنشدني الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن مسلم الخواري . قال : أنشدني أبو العباس لنفسه من قصيدة غير قصيرة : .
لعبت به نجل المحاجز ... لعب الخناجر بالخناجر .
بأبي روافل في سويداء القلوب وفي النواظر .
هن البدور ولا محا ... ق لهن إلا في الخواصر .
أخذه من الحاكم أبي حفص عمر بن علي المطوعي حيث يقول من مقطعة : .
قضيب ولكن مبسم الثغر نوره ... وبدر ولكن المحاق بخصره .
وحدثني الأديب أبو العباس محمد بن علي الباذغوسي قال : كتب إلي أبو العباس هذا بيتين يستزيرني فيهما وهما : .
داري إلى وجهك الميمون تائقة ... فليطف حر لظاها برد إتيانك .
حتى أقول لداري حين تدخلها ... هنيت يا جنتي إقبال رضوانك .
قلت : البرد وإن كان مقتضاه في مجاري كلام العرب الراحة فإن السابق منه إلى الأوهام قريب من الذم بعيد من رعي الذمام . وما أدق أسلاك الكلام وأغمض سالك الألسنة والأقلام .
الشيخ أبو علي أحمد بن أحمد .
البازوي الخواري .
له خاطر عاطر وطبع غير طبع . أنشدوني له بيتين في شيخ الدولة أبي الحسن علي بن محمد بن عيسى البركندري C . وقد احتقن الدواء في أنامله وهي مفاتيح السماح فاستحجر بعقد ككعوب الرماح وهما : .
يلوم الناس بالبخل ابن عيسى ... وفيه لهم لو اعتبروا صفات .
أنامله بخيط البخل شدت ... وكيف تجود وهي معقدات .
وأهدى إلي نبذاً من شعره كتبه لي بخطه وحمله إلي وأنا نبيسابور . فذقت منه الأري المشور وكسوت كتابي به الوشي المنشور وهو : .
من لي بعينك يا سعاد سقيمة ... يوم العقيق ودمع عيني سائح .
يجري على خديك غير مدافع ... وشؤون عينك بالدماء سوافح .
يقضي به حق الهوى ويد النوى ... تمري فتلك سوافح وسوامح .
ولثمت فاك وقد منحت ثغوره ... صفو الوداد وصفو ودي صالح .
وأعرت قلبي ما بطرفك بعده ... سقماً يدوم وسقم طرفك جارح .
فسقام طرفك في فؤادي بين ... وصفاء ودي في ثغورك واضح .
ليت الزمان يعيد يوماً مثله ... إن الزمان به حرون جامح .
وله من قصيدة في فتح أتى من بلاد الروم : .
فكم عاتق للورد في وجناتها ... وذبول ودمع الحزن ينهل ساكبه .
تريق على القتلى البطاريق عبرة ... دماً شيب بالمسك الذي هو خاضبه .
مضرجة من فوق ورد كأنها ... حبت حقباً من لونه ما يناسبه .
يراودها الغازي فيصفر وجهها ... ويلطمها طوراً فيحمر شاحبه .
وفي قلب ملك الروم ما لو رمى به ... مناكب ليل أسلمته كواكبه