وشدخت في استبهام حالي غرة ... كالصبح هز لواؤه في الحندس .
وأزرتني كلماً وساعاً خطوها ... في الفضل فلتقطف قوافي سنبس .
إشارة إلى بيت الحماسة قولا لسنبس فلتقطف قوافيها : .
وأفدتني ثمر المنى من باسق ... ريان سبط الظل جعد المغرس .
وإذا ركبت فتلك زانة موكبي ... وإذا نزلت فتلك زينة مجلسي .
حلل كما نشرت تحيات الحيا ... خلع الربيع على الفضاء الأملس .
أهدى الثناء لها كما أثنى على ... سبل العهاد نسيم روض مكتس .
ولقد تمنيت الجواب فقيل : مه ... إن التمني رأس مال المفلس .
وإذا دنانير امرئ رقصت على ... أظفاره خجلت فلوس المفلس .
وكتب إلي الأديب يعقوب بن أحمد : .
هجران يعقوب وساع الخطا ... وهو قطوف الوصل مهما خطا .
يشب في شوط المنى سوطه ... على جواد الهجر مهما امتطى .
يمتد لو خلي ميدانه ... وهل يخاى لينام القطا .
فأجابه : .
عتاب منصور إذا ما خطا ... جواده فيه وساع الخطا .
أظنني أهجر أمثاله ... كلا فبعض الظن عين الخطا .
أموقظ يقظان في وده ... حاشاه من نوم كنوم القطا .
أبو علي الحسن بن علي البستي الفقيه .
محارف نابي الحظ شاك قسوة الزمان الفظ وقد كان أبوه بين أصحاب الحديث من الأئمة ومتى يرم رثاثة حاله افتخاره بتلك الرمة وله طبع وإن لم يكن وراءه ريع . فمما رأيته يلوك من هوساته قوله : .
أنيسي نرجس أسلى همومي ... وذاك لسيدي شبهان فيه .
فشبه لحاظه أحداق إلفي ... وطيب نسيمه من راح فيه .
طبقة بهيق .
وهذه طبقات بيهق وقد حان لي أن أعبى ذلك الفليق . فإن تلك الناحية من أمهات النواحي وسأرمي بإماظات فرائدها إلى الأفواه السواحي .
أبو المظفر عبد الجبار بن الحسين الجمحي .
نزل بنا اجتياز الأمير مسعود بن محمود أنار الله برهانه بناحيتنا . وهو على البريد بخراسان وقد أجرته كفايته تلك الأرسان فانعقدت المودة بينه وبين والدي C . وكنت في ريعان الصبا أنغم بالشعر مخافتاً به غير مجاهر وأنطوي منه على باطن يبشر بظاهر . ومدحه والدي بقصيدة رويتها بين يديه تقرباً بها إليه فاهتز للراوي والمادح اهتزاز الغصن الرطب تحت البارح . وأثنى علي بما شحذ على الأدب حرصي وأوسع فيه رغبتي . وطلع القصيدة قوله : .
أبا المظفر عبد الجبار يا ابن الحسين .
يا أفضل الناس طراً ... بلا خلاف ومين .
بلاغة لك تجلو القلوب عن كل زين .
وحسن خط يزين القرطاس أحسن زين .
نظم كنظم اللآلي ... نثر كنثر اللجين .
قد كان بيني وبين ال ... زمان حرب حنين .
فالآن أوقعت صلحاً ... بين الزمان وبيني .
وهي طويلة غير أني اقتصرت من وابلها على الطل واكتفيت من أكثرها بالأقل . ولأبي المظفر هذا أهاج عربية وفارسية هتك بها عرض صاحب الديوان سوري بن المعتز ونسبه فيها إلى اللؤم ورسمه بها على الخرطوم . فمنها قوله : .
كأن الله من سخط عليهم ... يقول لأهل نيسابور بوري .
فقحط والجدوبة والبلايا ... وكل هين في جنب سوري .
وأنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني الجمحي لنفسه : .
عبق بكفي من خيال طارق ... عند الكرى متصافح متعانق .
فأبيت أضحك من وصال كاذب ... وأظل أبكي من فراق صادق .
إني أصافحه بكفي صائن ... لكن ألاحظه بعيني فاسق .
ما للهموم ألفن كل متيم ... أعشقن مهجة كل صب عاشق .
قال : وأنشدني لنفسه في أبي العباس المشطبي : .
وجه أبي العباس ما أصلده ... نعم ويوم البعث ما أسوده ! .
! .
يخيب من يرجوه في يومه ... ثم مع الخيبة يخشى غده .
قل لمليك الشرق هذا الذي ... يكتب في الديوان ما أبرده ! .
! .
إن شئت أن تبسط بين الورى ... عدل أنوشروان فاقبض يده .
أخوه .
أبو القاسم مختار بن الحسين الجمحي