فهو ثقيل لزج أشقر ... مشقق السفل غليظ خشن .
وله بديهة في مجلس الأنس يشتهي القارص ويقترحه على المضيف : .
عجل به من قارص قارس ... بالله ما أشهاه من قارص ! .
! .
كم ماضغ إصبعه بعده ... تمطقاً منه وكم قارص ! .
وله وقد حياه بعض الملاح بريحانة : .
ريحانة حيا بها أجيد ... كصدغه بل صدغه أجود .
معنبر تقبيله أصهب ... ممسك تجعيده أسود .
وله بديهة في الشيخ أبي نصر أحمد بن الحسن : .
أبا نصر اسعد في وفاق من العلا ... فأي فؤاد في خلاقك لم يخب .
وأي منى حاولت بالله لم تكن ... وشيء سألت الله في الوقت لم يجب .
الشيخ أبو عبد الله .
ناصر بن جعفر البوشنجي .
كاتب شاعر كامل في صناعتي الشعر والكتابة . وهو في باب المنادمة من البابة . يكاد من رقة قشرة العشرة ينساب في العروق مع الصهباء ومن خفة زنة الروح يروح مع الدر في الهواء . وكان في سالف الأيام يكتب للشيخ العميد أبي سهل الزوزني وهو على مصارفته في النقد لم يزدد بطول حكه إياه على الحجر إلا ربحاً في المتجر .
وكفى به مفتخراً وحسبه من نفائس الجاه مدخراً . أما أنا فقد ورثت والدي وده واكتسبت من مطرفه ما لا يفسخ الدهر عقده وراضعته لبان الكاس وذاكرته عليها مواد الأنفاس . فمما تواضع به من الثناء علي قوله : .
إني أقول وما أقول عصابة ... لجباه أبناء الأفاضل في الزمن .
لا زين في بلد ولا في مجلس ... حتى يكون به علي بن الحسن .
واستعار من القاضي أبي جعفر البحاثي دفاتر . فلما تقاضاها ردها وكتب إليه معها : .
أبا جعفر أنت من معشر ... حووا في العلا شرف المنصب .
قضاة الأنام رعاة الذمام ... أولي الأدب الأوفر الأعذب .
وأصبحت أرفعهم رتبةً ... بآلة عنصرك الطيب .
وما فيك من جمل المأثرات ... وما لك من مذود مسهب .
وهاك الدفاتر قد سقتها ... إليك فكن حسن الظن بي .
فإني أيضاً لمن عصبة ... سراة المحافل والمراكب .
وفضلي وإن أنا أخفيته ... تأرج كالعنبر الأشهب .
فلا تنظرن إلى شملتي ... فلا عار بالعري للكوكب .
أبو القاسم المظفر بن علي .
أنشدني القاضي أبو جعفر البحاثي قال : أنشدني العبد لكاني الزوزني قال : أنشدني هذا المذكور لنفسه : .
بلاني الزمان ولا ذنب لي ... بلى كل بلواه للأنبل .
وأعظم ما ساء من صرفه ... وفاة أبي بكر الحنبلي .
سراج العلوم ولكن خبا ... وثوب الجمال ولكن بلي .
أحمد بن الحسين الخطيب .
خطيب كراة وكراة من ناحية بوشنج من فضلاء جنبته ودهاقين ناحيته . يرجع إلى خط حسن ورسالة باللسانين مرضية وحرمة بين أصحاب القلمين مرعية . ولم يبلغني من شعره إلا قطع نظمها على وزن الرباعية مثل قوله : .
قد هاض فراقه فقاري والله ... واستهلك هجره قراري والله .
أذري الدم ليلي ونهاري والله ... لم يغن عن الهوى حذاري والله .
وقوله : .
أبلى جسدي هوى ظلوم جان ... قد هجن قده قضيب البان .
يا من أضحى وما له من ثان ... ما ضرك لو فككت هذا العاني .
ولم أكن سمعت بهذه الطريقة حتى أنشدني الشيخ والدي C لأبي العباس محمد بن إبراهيم الكاتب الباخرزي رباعيات على هذا النمط منها قوله : .
قد صيرني الهوى أسير الذله ... واستنهكني وما بجسمي عله .
واستأصل واستباح هجري كله ... لا حول ولا قوة إلا بالله .
إلى أخوات لها من مقاله ثم نسج والدي C على منواله فنظم منها أعداداً كثيرة على وزنه مثل قوله : .
أعطيتك يا بدر عنان القلب ... لا زلت أرى هواك شأن القلب .
لو لم يكن الصدر صوان القلب ... أنزلتك والله مكان القلب .
وقلت أنا : .
قد مل هواي فافترشت المله ... خل بوصاله تسد الخله .
أدمى كبدي بسيف هجر سله ... ما أجوره علي سبحان الله ! .
! .
الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد السجزي