هو الدين فانظر كيف طالت مناكبه ... وكيف تراءت مشرقاتٍ كواكبه .
حلفت بمجرى الخيل والنقع ثائر ... ترد عيون الناظرين غياهبه .
ومنها : .
وكل أصم الكعب ماض سنانه ... وكل صقيل المتن عضب مضاربه .
لقد راح دين الله وهو بمائة ... وأصبح ملك الأرض صفواً مشاربه .
وعادا على رغم العدا وكلاهما ... رقيق حواشيه فسيح مشاربه .
فهذا نمير لا يعاف وروده ... يعود بري كيفما شاء شاربه .
وذاك منيع لا يروع جاره ... يروح ويغدو آمن السرب ساربه .
ومنها : .
وقد شام رب الشام بارق سيفه ... لضلته ظناً بأن سيضاربه .
فلما رآه عارضاً يمطر الردى ... وتجنب أسباب المنايا جنائبه .
أطاع وأعطى الملك عن ظهر كفه ... وقد كان دهراً لا تذل مصاعبه .
وقد طالعت مصراً طلائع خيله ... فأصبح طوعاً للمقادة صاحبه .
وخلى سرير الملك غير مدافع ... وأسلمه كتّابه وكتائبه .
وذلّ وقدماً كان عزّ جنابه ... ولان وقدماً قد تمنع جانبه .
ومنها : .
وها فاسألوا عنه سجستان إنه ... يخبر عنه رمله وأخاشبه .
غدوا وابن يعقوب بن ليث على النوى ... يكاتبه بالعبد حين يكاتبه .
يرى شرفاً أن عده اليوم حاجباً ... وكان يسامي حاجب الشمس حاجبه .
ومنها أيضاً : .
ولا تسألوا عن قيصر وجموعه ... فقصته ما تنقضي وعجائبه .
سرى ورؤوس الروم والروس خلفه ... يجاذبهم ثوب المنى وتجاذبه .
بأرعن جرار يزيد على الحصى ... وقطر الحيا فرسانه وجنائبه .
يمد على الآفاق ليلاً قتامه ... ويزحم أركان الجبال مناكبه .
مئون ألوفاً كالصواعق ترتمي ... لظىً ماتني برقاً ورعداً سحائبه .
فوارس يلقون السيوف بأنفس ... شداد إذا ما الموت صرت جنادبه .
مساعير فيهم كل أروع باسل ... تحاماه حيات الوغى وعقاربه .
سرى وهو يطوي الأرض غير معرج ... يصدق حسن الظن والظن كاذبه .
وخلف قسطنطين يأمل أنه ... تناخ بأعلى الرقتين كتائبه .
ويزعم أن الري وطأة ساعة ... وظاهر نيسابور حيث مضاربه .
وأن بمرو الشاهجان مقامه ... ليفعل فيه كيف ما شاء ناهبه .
يحاول دين الله غير مراقب ... ولم يدر أن الله كان يراقبه .
وأن عليه هيبة عضدية ... تعاضده كيف اغتدى وتصاحبه .
وعين نظام الملك ترعى ثغوره ... تباعده أطرافه وتصاقبه .
ومنها في صفة الشجعان : .
مغاوير فيهم كل صلت جبينه ... جليل مساعيه كريم مكاسبه .
يمج المنايا والمنايا تمجه ... يقاربها مستبسلاً وتجانبه .
كليث الشرى إقدامه غير أنه ... رقاق الظبى أنيابه ومخالبه .
يلاعب أطراف الرماح كأنه ... يناسبها يوم الوغى وتناسبه .
ويقدم يوم الروع لا يتقي الردى ... ولو أصبح المريخ قرناً يواثبه .
ففاجاهم بغتاً ولم يشعروا به ... كما انقض نجم يملأ الجو ثاقبه .
فما وقفوا للطعن إلا تعلةً ... حيارى وكل ذاهل العقل ذاهبه .
وغادرهم أيدي سبا فمجدل ... يحكم في أطرافه السيف ضاربه .
ومستأثر ألقى يد الذل صاغراً ... يراقب نقياً جامد الريق عاصبه .
وقصر لما أن رأى السيف قيصر ... وقد خذلته خيله ومواكبه .
تولى رجاء أن يفوت بنفسه ... وأنى وبرهان الخليفة طالبه .
ولا لوم أن ولى على الوجه هارباً ... فذلك يوم لا يعنف هاربه .
فلم تغن عنه في الوقوف سيوفه ... ولم تنجه عند النجاء نجائبه .
ومنها أيضاً :