أحِنُّ إليه كلَّ يومٍ وليلةٍ ... وأشْكو فِراقاً قد أذابَ عِظامي .
إذا نشأتْ من بحر خَوارزْمَ مُزنةٌ ... تداويتُ من وَجْدي بماء غَمام .
أبو علي القُومِسيُّ .
كتب إلى الشيخ العميد أبي بكر علي بن الحسن القُهِسْتانيّ : .
سَلامٌ كنشْرِ الوردِ في ريِّقِ الفجرِ ... وريح الخُزامى فوقَه دَمعةُ القطْرِ .
على الشيخ مولانا الذي أنا عبدُه ... عنيْتُ أبا بكرٍ ومَن كأبي بَكر .
فأجاب : .
سلامَك يا مَولايَ فهْوَ سلامةٌ ؛ ... أتي فسلِمتُ الدهرَ من نُوَب الدهر .
تحيَّتُك الحُسنى حَياةٌ جَديدةٌ ... تُفيدُ بها روحي مَزيداً على عُمْري .
الحسن الدِّهْقانيُّ القومِسيُّ .
حجبه بوّاب الوزير أبي القاسم أحمد بن الحسن الميمَنْدي فكتب إليه بهذه الأبيات : .
يا سَيِّدَ الُوزراءِ والأربابِ ... شَمسَ الكُفاة وغُرَّةَ الكُتّابِ .
ما لي حُجبتُ وليسَ مثلُكَ راضياً ... بحِجان أهل العلم والآدابِ .
وبقيتُ مخفوضَ الجناح مُكابداً ... مَضَضَ البِعاد وسَطوةَ البَوّاب .
فإذا نظمتُ قصيدةً لم يتّفقْ ... إنشادُها كتعاتُب الأحباب .
حاشا لصحبكَ أنْ يكونوا مثلَ مَن ... فيهِمْ يقولُ فتىً من الأعراب : .
قومٌ إذا حضرَ المُلوكَ وُفودُهُم ... نُتفَتْ شَواربُهم على الأبواب .
بُعدٌ خُصِصْتُ به وكنتَ تَخُصُّني ... بزيادة التَّقْريب والإيجاب .
قلت : قد سقط الدِّهْخُدا أبو الحسن القَصْريّ وابنه العميد أبو البدر عن مكانهما من هذا الكتاب فاستدركتهما أخِرَ هذا الباب مع العميد طاهر المستوفي .
الدِّهْخُدا أبو الحسن .
علي بن محمد بن معروفٍ القَصْريّ .
كتب إلى الأديب يعقوب النيسابوري لمّا قدِم نيسابور رسولاً عن الأمير أنِوشِرْوانَ بن مَنُوجهْرَ إلى الأمير رُكن الدين طُغْرل بِك Bهم جميعاً يستخبره عن حال فتحٍ لبعض الوزراء وهي : .
يا مَن أخالُ كلامَه ... ما قضَّ من سحرٍ حَلال .
وأعادَ لي أُنسي به ... ما فاتَ من عيشٍ حَلا لي .
وبخِيمه المستطرَف ال ... مَرْضيِّ جيدُ الفضل حال .
أيعودُ فتحُ وزيرِنا ... فأبثَّه أنا بعض حالي .
وعساهُ يوقظُ جَدُّهُ ... ما نام من إقبال فالي .
أني قصدتُ فِناءه ... بعداتِ رأيٍ غير فالِ .
قلت : وصنعة هذا الشعر أن كل بيت فيه مجنَّس بأخيه الذي يليه وهلمّ جرّا من أول مَطالعه إلى أخر قَوافيه . وكتب إليه يستزيدُه ويستزيره : .
مَلَّنا الشيخُ أم أبى أنْ نراهُ ... في ظلال الوِصالِ يَبغي هَوانا .
إنّ إعراضه كسانا وكنّا ... نَرتجي الاحتشامَ منه هَوانا .
وكتب إليه الأديب يعقوب : .
خدمةُ الدِّهْخُدا عليَّ علوٌّ ... حاشَ للحرِّ أنْ يَمَلَّ مكانهْ .
غيرَ أن الزمان والله يبلو ... ه رماني بشائباتِ الزَّمانَه .
فأجاب بقوله : .
ما أرى تأخُّر الشيخ عُذراً ... لا ولا عائقاً فيشكو زَمانَه .
بل أرى كلَّ ذي عيالٍ إذا ما ... لازمَ البيتَ في عقالِ زَمانَهْ .
وقال فيه أيضاً : .
إذا ابنُ أحمدَ جارانا وبادَهَنا ... شَفى الغليلَ بما أروى وأرْوانا .
وإنْ أبَيْنا وقلنا : أنت أدَبُ مَن ... نلقى وأوسَعُنا علماً وأرْوانا .
فقد ظلمناه أنّا لا نَرى أبداً ... له إذا عُدَّ أهلُ الفضل أقرانا .
للجِياد أماراتٌ تُريكَ بها ... عَيبَ البِغال فما تُخفي الذي بانا .
ما كلُّ ما لاحظتْ عَيْناك من شَجَرٍ ... يَروقُ ما اخضرَّ منهُ ناسَبَ البانا .
وله إليه أيضاً : .
ليورِ زِنادَ الأُنس منّا بأحرفٍ ... نشاهُنَّ نثراً كان ذلكَ أو نَظْما .
فإنا إذا لم نَرْوِ يوماً قَريضَهُ ... ولم يَروِنا سَلسالُ منطقِه نظْما