أحمد بن علي بن وصيف أبو الحسين الكاتب المعروف بابن خشكنانجه كان من متأدبي الكتاب ويذهب مذهب الشيعة ويحضر مجالس النظر فيسأل عن مسائل ويتكلم عليها نادم الوزراء ومدحهم منذ أيام المهلبي وأدرك عضد الدولة وأنشده وبقي إلى أيام شرف الدولة واختصه ابن بقية وتوفي عن سنٍّ عالية كتب إلى أبي إسحاق الصابئ : .
سلمت بالجفون سلمى فسلم ... ت إليها قلباً سليماً سقيما .
؟ بالقوام القويم يهتز لدناً زاده الهز في النقا تقويما .
كم لها من مقاتلٍ وقتيلٍ ... وكلامٍ به تداوي الكلوما .
رب ليلٍ من فرعها ونهارٍ ... من سنا وجهها اتخذت نديما .
جئته قاطعاً بوخد المهاري ... قد براها السرى وأنضى الشحوما .
وهي تحكي قلامةً من شبا الظف ... ر إذا قطّ رأسه تقليما .
حيث لا يعرف النهار من اللي ... ل ولا تبصر النجوم النجوما .
فإذا لوّح الصباح ضياءً ... قلت فجرٌ يردّ ليلاً بهيما .
ليس يجلو الظلام والظلم إلا ... وجه كهف الأنام إبراهيما .
الألد الخصام في المأزق الضن ... ك إذا كان ذو الحجى مخصوما .
كلمٌ كالشفاء من بعد سقمٍ ... قسم الدر بينه تقسيما .
قلت : شعر متوسط وله كتاب " النثر الموصول بالنظم " . كتاب " صناعة البلاغة " . كتاب : " الفوائد " .
؟ أبو عيسى بن المنجم .
أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجم أبو عيسى ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب " فهرست العلماء " وقال : كان من أفاضلهم وله كتاب " تاريخ سني العالم " وذكره الثعالبي فقال : كان ينادم الصاحب ابن عباد ومن شعره : .
رغيف أبي علي حل خوفاً ... من الأسنان ميدان السماك .
إذا كسروا رغيف أبي عليٍ ... بكى يبكي بكاء فهو باك .
ومنه قوله : .
آخ من شئت ثم رم منه شيّاً ... تلف من دون ما تروم الثريا .
ومنه قوله : .
العيش عافيةٌ والرح والعود ... فكل من حاز هذا فهو مسعود .
هذا الذي لكم في مجلسٍ أنقٍ ... شجاره العنبر الهنديّ والعود .
وقينةٌ وعدها بالخلف مقترن ... بما يؤمله راجٍ وموعود .
وفتية كنجوم الليل دأبهم ... إعمال كأسٍ حداها النار والعود .
فاغدوا عليّ بكأس الراح مترعةً ... عوداً وبدءاً فإن أحمدتم عودوا .
ومنه قوله : .
سيدي أنت ومن عادته ... باعتدالٍ ويجود جاريه .
أنصف المظلوم وارحم عبرةً ... بدموعٍ ودماء جاريه .
ربما أكني بوقلي سيدي ... عند شكواي الهوى عن جاريه .
؟ ابن البن .
أحمد بن علي بن هارون بن البن أبو الفضل من أهل سرّ من رأى من بيت رئاسة وجلالة كان أديباً فاضلاً سمع الحسن بن محمد بن يحيى بن الفحام وأبا الحسن علي بن أحمد الرفاء وحدث بقطعة من كتب الأدب عن ابن الفحام وسمع منه أبو نصر بن ماكولا وروى عنه الخطيب وأبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن الصابئ وكان يتشيع .
أبو منصور الكاتب .
أحمد بن علي بن هبة الله بن رزين أبو منصور الكاتب . كانت والدته قد حجت مع والده وهي حامل به فوضعته بمكة وقدم به والده رضيعاً فاتفق أن الإمام الناصر ولد في رجب من تلك السنة وأرضعته والدته مديدة ومرضت فأحضرت له المراضع فأبى أن يرضع من إحداهن فأحضرت والدة أبي منصور المذكور فقبل ثديها وأنس بها فربي مع الإمام الناصر في مكان واحد ولما ولي الخلافة عرف له ذلك وأنعم عليه بإنعامات كثيرة ورغب إليه في ولايات جليلة فامتنع من ذلك وعاش فارغ البال . أسمعه والده في صباه من ابن البطي شيئاً من الحديث قرأه عليه محب الدين ابن النجار ولم يرو بعد ذلك شيئاً وكان ظريفاً متواضعاً حسن الأخلاق توفي سنة أربع وست مائة وحضر إليه أعيان الناس وأرباب المناصب .
ابن الدباس المعتزلي