أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الإمام أبو عبد الله الشيباني هكذا نسبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب وغيره وأما قول عباس الدوري وأبي بكر ابن أبي داود الإمام أحمد كان من بني ذهل بن شيبان فقطعهما الخطيب قال : إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة وذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة فينبغي أن يقال فيه الذهلي على الإطلاق وقد نسبه البخاري فقال : الشيباني الذهلي وأما ابن ماكولا فقال : مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ولم يتابع عليه . قال صالح بن أحمد : ولد سنة أربع وستين ومائة في ربيع الأول وقيل في ربيع الآخر وطلب الحديث سنة تسع وسبعين ومن شيوخه : هشيم وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد وجرير بن عبد الحميد ويحيى القطان والوليد بن مسلم وإسماعيل بن علية وعلي بن هاشم ابن البريد ومعتمر بن سليمان وعمر بن محمد ابن أخت الثوري ويحيى بن سليم الطائفي وغندر وبشر بن المفضل وزياد البكائي وأبو بكر بن عياش وأبو خالد الأحمر وعباد بن عباد المهلبي وعباد بن العوام وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وعمر بن عبيد الطنافسي والمطلب بن زياد ويحيى بن أبي زائدة والقاضي أبو يوسف ووكيع وابن نمير وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وعبد الرزاق والشافعي وخلق . وممن روى عنه : البخاري ومسلم وأبو داود وابن بقي بواسطة والبخاري وداود أيضاً بواسطة وابناه صالح وعبد الله وشيوخه عبد الرزاق والحسن بن موسى الأشيب والشافعي في بعض الأماكن التي قال فيها قال الثقة ولم يسمعه وأقرانه علي بن المديني ويحيى بن معين ودحيم الشامي وأحمد بن أبي الحواري وأحمد بن صالح المصري وأبو قدامة ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وعباس الدوري وأبو حاتم وبقي بن مخلد وإبراهيم الحربي وأبو بكر الأثرم وأبو بكر المروذي وحرب الكرماني وموسى بن هارون ومطين وخلق كثير أخرهم أبو القاسم البغوي . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبا زرعة يقول : كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث فقلت له : وما يدريك ؟ فقال : ذاكرته فأخذت عليه الأبواب . وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول حفظت كل شيء سمعته من هشيم وهشيم حي . وعن أبي زرعة قال : حزر كتب أحمد يوم مات فكانت اثني عشر حملاً . وقال المزني : قال الشافعي : رأيت شاباً إذا قال حدثنا قال الناس كلهم صدق . قلت : من هو ؟ قال : أحمد بن حنبل . وقال جماعة : حدثنا سلمة بن شبيب قال : كنا في أيام المعتصم عند أحمد بن حنبل فدخل رجل فقال : من منكم أحمد ابن حنبل ؟ فقال أحمد : هأنذا قال : جئت من أربع مائة فرسخ براً وبحراً كنت ليلة جمعة نائماً فأتاني آت فقال لي : تعرف أحمد بن حنبل ؟ قلت : لا قال فأت بغداذ وسل عنه فإذا رأيته فقل إن الخضر يقرئك السلام ويقول إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله . ولما أظهر أبو يعقوب ابن شيبة الوقف حذر أبو عبد الله أحمد عنه وأمر بهجرانه لمن كلمه . ولأحمد بن حنبل في مسلة اللفظ نصوص متعددة وأول من أظهر اللفظ الحسين بن علي الكرابيسي وذلك سنة أربع وثلاثين ومائتين وكان الكرابيسي من كبار الفقهاء وما زال المسلمون على قانون السلف من أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق حتى نبغت المعتزلة والجهمية فقالوا بخلق القرآن . وكان هارون الرشيد قد قال في حياته : بلغني أن بشر بن غياث يقول إن القرن مخلوق لله علي إن أظفرني به لأقتلنه . قال الدورقي : وكان بشر متوارياً أيام الرشيد فلما مات ظهر ودعا إلى الضلالة . ثم إن المأمون نظر في الكلام وباحث المعتزلة وبقي يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في دعاء الناس إلى القول بخلق القرآن إلى أن قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها . وطلب أحمد بن حنبل إلى المأمون فأخبر في الطريق أنه مات لما وصل إلى أذنة ومات المأمون بالبذندون . وبقي أحمد محبوساً بالرقة حتى بويع المعتصم بالروم ورجع فرد أحمد إلى بغداذ وحبس وأرسل إليه في كل يوم رجلان يناظرانه وفي اليوم الرابع وجه المعتصم إليه بغا الكبير فحمله إليه وبات في بيت بلا سراج وهو مثقل بالقيود فخرج تكة من سراويله وشد بها القيود