إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله البأآر - بالباء الموحدة والهمزتين الأولى مشددة مهموزة وبعدها راء نسبة إلى عمل الآبار - أبو نصر الحافظ من أهل أصبهان صاحب رحلة واسعة ما بين العراق وبغداذ والحجاز وخراسان قدم بغداذ وسمع من صحاب البغوي وابن صاعد ثم قدمها بعد علو سنه وحدث بها قبل الخمس مائة سمع منه أبو بكر بن كامل الخفاف وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري وروى عنه في معجم شيوخه قال أبو سعد ابن السمعاني : هو إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البأآر أبو نصر من أهل أصبهان رحل في طلب العلم والحديث وجال في الآفاق وطاف في الأقطار وسمع الكثير وكتب بخطه وجمع الشيوخ ما أظن أحداً بعد محمد المقدسي رحل مثل رحلته وجمع مثل جمعه إلا أنه في آخر عمره أفسد جميع ما سمعه كان يقف في أسواق أصبهان ويروي الأحاديث ويتكلم عليها من حفظه وسمعت أنه يضع الإسناد في الحال ويركب المتون على الأسانيد وكان يفهم طرفاً من الحديث ويحفظه ولما دخلت أصبهان اجتمعت بإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ فقال لي : اشكر الله كيف خلصت وما لحقت إبراهيم البأآر ولا سمعت منه وأساء الثناء عليه توفي سنة ثلاثين وخمس مائة .
الهاشمي اللغوي .
إبراهيم بن الفضل الهاشمي اللغوي قال الحاكم في تاريخ نيسابور : أبو إسحاق الأديب اللغوي أقام بنيسابور سنة خمس وسبعين وثلاث مائة وسمعته يذكر سماعه من أبي محمد ابن صاعد وأقرانه وسمعته يقول : سمعت أبا بكر ابن دريد ينشد لنفسه وذكر بيتين .
الرقيق الكاتب القيرواني .
إبراهيم بن القاسم الكاتب المعروف بالرقيق بقافين بينهما ياء آخر الحروف فعيل من الرقة القيرواني رجل فاضل له تصانيف كثيرة منها كتاب تاريخ إفريقية والمغرب عدة مجلدات . كتاب النساء كبير . كتاب الراح والارتياح نظم السلوك في مسامرة الملوك أربع مجلدات . الاختصار البارع للتاريخ الجامع عدة مجلدات . كتاب الأغاني مجلد . كتاب قطب السرور مجلدان كبيران فضح العالمين فيه وله غير ذلك . قال ابن رشيق : شاعر سهل الكلام محكمه لطيف الطبع قويه تلوح الكتابة على ألفاظه قليل صنعة الشعر غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ وتأليف الأخبار وهو بذلك أحذق الناس وكاتب الحضرة مذ نيف وعشرين سنة إلى الآن . وكان قدم مصر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة بهدية من نصير الدولة باديس بن زيري إلى الحاكم فقال قصيدة يذكر فيها المناهل ثم قال : .
إذا ما ابن شهرٍ قد لبسنا شبابه ... بدا آخر من جانب الأفق يطلع .
إلى أن أقرت جيزة النيل أعيناً ... كما قر عيناً ظاعن حين يرجع .
ومن شعره أيضاً : .
رئمٌ إذا ما معاريض المنى خطرت ... أجله المتمني عن أمانيه .
يا إخوتي أقاح فيه أقبل لي ... أم خط رائين من مسك على فيه .
أم حسن ذاك التراخي في تكلمه ... أم حسن ذاك التهادي في تثنيه .
ومنه أيضاً : .
إذا ارجحنت بما تحوي مآزرها ... وخف من فوقها خصر ومنتطق .
ثنى الصبا غصناً قد غازلته صبا ... على كثيب به من ديمة لثق .
للشمس ما سترت عنا مآزرها ... وللغزال احورار العين والعنق .
مظلومة أن يقال البدر يشبهها ... والبدر يكسف أحياناً وينمحق .
يجلل المنن وحف من ذوائبها ... جبينها تحت داجي ليله فلق .
كأنها روضة زهراء حالية ... بنورها يرتعي في حسنها الحدث .
العقيلي