بقلب الكبير منهم والصغير والمسلم والذمي وكان يكره صلاح الدين ابن البرهان ويكرمه ويبغض ابن الأكفاني ويعظمه ويحفظ بكل طريق لسانه ويتقصد ذكر المحاسن والتعامي من المعائب وله الفضيلة الوافرة في الطب علماً وعملاً والخوض في الحكميات والمشاركة في الهيئة والنجامة كل هذا إلى حسن العقل المعيشي ومصاحبة الناس على الجميل وكان لا يعود مريضاً إلا من ذوي السلطان ولا يأتيه في الغالب إلا مرة واحدة ثم يقرر عنده طبيباً يكون يعوده ويأتيه بأخباره ثم إذا برأ ذلك المريض استوجب عليه جمال الدين ما يستوجبه مثله فإذا خلع عليه أو أنعم عليه بشيء دخل إلى السلطان وقبل الأرض لديه فيحيط علماً بما وصل إليه وسألته يوماً عن السلطان وكان قد تغير مزاجه فقال : والله ما نقدر نصف له إلا ما يبدأ هو بذكره ونلاطفه ملاطفة وما نقدر نتمكن من مداواته على ما يجب وهو والله أعرف منا فيه صلاح مزاجه وقال لي أيضاً وكان قد عرض لي دوار صفراوي كدت أهلك منه فوصف لي السديد الدمياطي وفرج الله ابن صغير وابن البرهان أنواع المعالجات ولم يفد وكان أقربها إلى النفع ما وصفه فرج الله قال : أسخن ماء كاوياً واربط رجليك على المفصل ربائط بأنشوطة ثم ضع رجليك في الماء وحال ما تضعهما تحل الأنشوطة بسرعة وتصبر على الماء إلى أن يفتر ثم أخرج رجليك ونشفهما وادهنهما بدهن بنفسج فكنت أفعل ذلك فأجد به خفاً ولا أخلص فسألني الرئيس جمال الدين يوماً عما أجد فشكوت إليه دوام الحال وعدم إجداء العلاج إلا ما وصفه ابن صغير لما أجد به من الخف وإن كنت لا أخلص فقال : فات الحكيم فرج الله الملح ثم قال لي : أضف إلى دهن البنفسج ملحاً ناعماً مرتين ثلاثاً تخلص بإذن الله إن شاء الله فعملت فكان كما قال . قلت : ولما اثقل السلطان في المرض نوبة موته كان جمال الدين مريضاً ولم يحضره وقيل إنما تمارض بعد أمن التهم والله أعلم . الكبير منهم والصغير والمسلم والذمي وكان يكره صلاح الدين ابن البرهان ويكرمه ويبغض ابن الأكفاني ويعظمه ويحفظ بكل طريق لسانه ويتقصد ذكر المحاسن والتعامي من المعائب وله الفضيلة الوافرة في الطب علماً وعملاً والخوض في الحكميات والمشاركة في الهيئة والنجامة كل هذا إلى حسن العقل المعيشي ومصاحبة الناس على الجميل وكان لا يعود مريضاً إلا من ذوي السلطان ولا يأتيه في الغالب إلا مرة واحدة ثم يقرر عنده طبيباً يكون يعوده ويأتيه بأخباره ثم إذا برأ ذلك المريض استوجب عليه جمال الدين ما يستوجبه مثله فإذا خلع عليه أو أنعم عليه بشيء دخل إلى السلطان وقبل الأرض لديه فيحيط علماً بما وصل إليه وسألته يوماً عن السلطان وكان قد تغير مزاجه فقال : والله ما نقدر نصف له إلا ما يبدأ هو بذكره ونلاطفه ملاطفة وما نقدر نتمكن من مداواته على ما يجب وهو والله أعرف منا فيه صلاح مزاجه وقال لي أيضاً وكان قد عرض لي دوار صفراوي كدت أهلك منه فوصف لي السديد الدمياطي وفرج الله ابن صغير وابن البرهان أنواع المعالجات ولم يفد وكان أقربها إلى النفع ما وصفه فرج الله قال : أسخن ماء كاوياً واربط رجليك على المفصل ربائط بأنشوطة ثم ضع رجليك في الماء وحال ما تضعهما تحل الأنشوطة بسرعة وتصبر على الماء إلى أن يفتر ثم أخرج رجليك ونشفهما وادهنهما بدهن بنفسج فكنت أفعل ذلك فأجد به خفاً ولا أخلص فسألني الرئيس جمال الدين يوماً عما أجد فشكوت إليه دوام الحال وعدم إجداء العلاج إلا ما وصفه ابن صغير لما أجد به من الخف وإن كنت لا أخلص فقال : فات الحكيم فرج الله الملح ثم قال لي : أضف إلى دهن البنفسج ملحاً ناعماً مرتين ثلاثاً تخلص بإذن الله إن شاء الله فعملت فكان كما قال . قلت : ولما اثقل السلطان في المرض نوبة موته كان جمال الدين مريضاً ولم يحضره وقيل إنما تمارض بعد أمن التهم والله أعلم .
أبو عمرو المرسي القاضي .
إبراهيم بن إدريس القاضي أبو عمرو التجيبي من أهل مرسية وهو أخو أبي بحر صفوان الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه ولي قضاء بلده والخطبة بجامعه وتوفي C تعالى أول سنة ثلاثين وست مائة وأورد له ابن الأبار في تحفة القادم قوله : .
قسماً بحسن الطل في الزهر ... يبدو به شيئاً على ثغر .
أو بالنسيم إذا ثنى غصناً ... فأرى انثناء العطف كالكسر