محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري أبو العباس المبرد إمام العربية ببغداذ في زمانه أخذ عن المازني وأبي حاتم السجستاني وغيرهما وروى عنه إسماعيل الصفار ولزمه مدة وإبراهيم بن نفطويه ومحمد بن يحيى الصولي وجماعة وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً ثقة اخبارياً علامة صاحب نوادر وظرافة وكان جميلاً وسيماً لا سيما في صباه وله تصانيف مشهورة منها كتاب الكامل قال القاضي الفاضل : طالعته سبعين مرة وكل مرة أزداد منه فوائد والمقتضب والروضة ولما صنف المازني كتاب الألف واللام سأل المبرد عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب فقال له : قم فأنت المبرد بكسر الراء أي المثبت للحق فغيره الكوفيون وفتحوا الراء وتوفي آخر سنة خمس وثمانين ومائتين وعاش خمساً وسبعين سنة ولم يخلف مثله ذكر القاضي شمس الدين ابن خلكان في ترجمة المبرد أنه رأى مناماً له علاقة بالمبرد وهو منام غريب عجيب أودعه تاريخه وكانت العداوة قد اشتهرت بين المبرد وثعلب حتى نظم الناس ذلك في أشعارهم فقال بعض الشعراء : .
كفى حزناً أنا جميعاً ببلدة ... ويجمعنا في أرض برشهر مشهد .
وكل لكل مخلص الود وامق ... ولكننا في جانب عنه مفرد .
نروح ونغدو لا تزاور بيننا ... وليس بمضروب لنا عنه موعد .
فأبداننا في بلدة والتقاؤنا ... عسير كأنا ثعلب والمبرد .
وقال أحمد بن أبي طاهر يهجوه : .
يوم كحر الشوق في القلب والحشا ... على أنه منه أحر وأوقد .
ظللت به عند المبرد قاعداً ... فما زلت من ألفاظه أتبرد .
وكان المبرد حسن الصورة ولأبي حاتم السجستاني فيه أغزال يأتي ذكر شيء منها في ترجمة أبي حاتم ومن شعر المبرد : .
حبذا ماء العناقي ... د بريق الغانيات .
بهما ينبت لحمي ... ودمي أي نبات .
أيها الطالب شيئاً ... من لذيذ الشهوات .
كل بماء المزن تفا ... ح خدود ناعمات .
وللمبرد من المصنفات : كتاب الاشتقاق وكتاب الأنواء والأزمنة وكتاب القوافي وكتاب الخط والهجاء والمدخل إلى كتاب سيبويه والمقصور والممدود والمذكر والمؤنث ومعاني القرآن ويعرف بالكتاب التام والرد على سيبويه والرسالة الكاملة وإعراب القرآن والحث على الأدب والصدق ونسب عدنان وقحطان والزيادة على المنتزعة من كتاب سيبويه وكتاب التعازي وشرح شواهد سيبويه وضرورة الشعر وأدب الجليس والحروف في معاني القرآن إلى طه صفات الله D والممادح والمقابح الرياض المونقة الدواهي الجامع ولم يتم الوشي معنى كتاب سيبويه كتاب الناطق كتاب العروض كتاب البلاغة معنى كتاب الأوسط للأخفش شرح كلام العرب وتلخيص ألفاظها ومزاوجة كلامها وتقريب معانيها واتفقت ألفاظه واختلفت معانيه الفاضل والمفضول طبقات النحاة البصريين كتاب العبارة عن أسماء الله تعالى الحروف التصريف الكافي في الأخبار .
محمد بن يزيد الواسطي توفي سنة تسعين ومائة في قول .
المسلمي أبو الاصبع .
محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الاصبع الحصني كان ينزل حصن مسلمة بديار مضر فنسب إليه قال ابن المرزبان : شاعر محسن مدح المأمون وهجا عبد الله بن طاهر وعارضه في قصيدته التي أولها : .
مدمن الإغضاء موصول ... ومديم العتب مملول .
وكان فخر فيها بأشياء مثل قتل أبيه للأمين فأجابه المسلمي بقصيدة أولها : .
لا يرعك القال والقيل ... كل ما بلغت تجميل .
منها : .
أيها البادي ببطنته ... ما لأغلاطك تحصيل .
قاتل المخلوع مقتول ... ودم القاتل مطلول .
لا تنجيه مذاهبه ... نهر بوشنج ولا النيل .
يا أخي المخلوع طلت يداً ... لم يكن في باعها طول .
وكان محمد بن عبد الملك بن صالح الهاشمي يناقض أبا الاصبع فقال المسلمي قصيدةً يفخر فيها أولها : .
أما صفاتي فلها شان ... وقد نماني الشيخ مروان .
فقال محمد بن عبد الملك : .
بانوا فبان العيش إذا بانوا ... وأبدت المكنون أجفان .
الكلابي الأبرص