وقبض عليه علاء الدولة كرشاسب بن علي بن فرامرز وحمله إلى طبس وقتله ودفن في تلك البرية بعد العشرين وخمس مائة .
الوزير علجة .
محمد بن ناصر بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن عمر أبو الفضائل المعروف بعلجة الأصبهاني كان من الأعيان قدم بغداذ قديماً وتولى بها العمارة قديماً ثم ولي الوزارة للخاتون بنت السلطان محمد زوج الإمام المقتفي وأقام ببغداذ إلى حين وفاته وحدث بها فروى عنه أبو بكر بن كامل الخفاف توفي سنة أربع وخمس مائة ببغداذ .
أبو عبد الله العلوي .
محمد بن ناصر بن مهدي بن حمزة أبو عبد الله العلوي الحسني من أهل الري قدم مع والده إلى بغداذ صغيراً فنشأ بها وقرأ القرآن والأدب على أبي البقاء الأعمى وتميز وعلت مرتبته وناب عن والده في ديوان المجلس ثم رتب صدراً بالمخزن وناظراً ولم يزل على ذلك إلى أن عزل وعزل والده من الغد ونقلا إلى دار الخلافة وتوفي هناك والده سنة سبع عشرة وست مائة وأذن لولده أين شاء في السكن وغير زيه وهيئته وطلب الراحة ورغب في الخمول .
أفضل الدين الخونجي .
محمد بن ناماور بن عبد الملك القاضي أفضل الدين الخونجي الشافعي ولد سنة تسعين وخمس مائة وولي قضاء مصر وأعمالها ودرس بالمدرسة الصالحية وأفتى وصنف ودرس قال أبو شامة : كان حكيماً منطقياً وكان قاضي قضاة مصر وقال ابن أبي أصيبعة : تميز في العلوم الحكميه وأتقن الأمور الشرعية قوي الاشتغال كثير التحصيل اجتمعت به ووجدته الغاية القصوى في سائر العلوم وقرأت بعض الكتاب من الكليات عليه وشرح الكليات إلى النبض له مقالة في الحدود والرسوم وكتاب الجمل في المنطق والموجز في المنطق وكتاب كشف الأسرار في المنطق وكتاب أدوار الحميات توفي خامس شهر رمضان سنة ست وأربعين وست مائة ورثاه العز الضرير الإربلي حسن بن محمد بقصيدة أولها : .
قضى أفضل الدنيا فلم يبقى فاضل ... وماتت بموت الخونجي الفضائل .
وكان C تلحقه غفلة فيما يفكر فيه من المسائل العقلية وله في ذلك حكايات مأثورة عنه منها أن جلس يوماً عند السلطان وأدخل يده في رزة هناك ونسي روحه في الفكرة التي هو فيها فنشبت أصبعه في الرزة وقام الجماعة وهو جالس قد عاقته أصبعه عن القيام فظن السلطان أن له شغلاً أخره فقال له : أللقاضي حاجة ؟ قال : نعم تفك أصبعي فأحضر حداد وخلصها فقال : إنني فكرت في بسط هذا الإيوان بهذه البسط فوجدته يتوفر فيه بساط إذا بسط على ما دار في ذهني فبسط كما قال لهم ففضل من البسط بساط واحد .
شيخ حلب .
محمد بن نبهان الشيخ الصالح الزاهد كان مقيماً ببيت جبرين من بلاد حلب شاع ذكره بالصلاح واشتهر بالخير وإطعام كل وارد يرد عليه من المأمور والأمير والكبير والصغير ولم يقبل لأحد شيئاً فلما كان الأمير سيف الدين طشتمر بحلب اشترى للزاوية أرضاً وألزمه بإيقافها عليها فبعد جهد شديد حتى وافق على ذلك ثم إن الأمير سيف الدين طقزتمر لما جاء إلى حلب اشترى له مكاناً آخر ووفقه على الزاوية فاتسع الزرق عليه وفاض الخير على أولاده وجماعته ولم نسمع عنه إلا صلاحاً وخيراً وبركة وانقطاعاً عن الناس وانجماعاً وهو كان فقير البلاد الحلبية وشيخها المشار إليه بالصلاح وجاء الخبر إلى دمشق بوفاته C تعالى في شعبان سنة أربع وأربعين وسبع مائة وصلى عليه بالجامع الأموي يوم الجمعة صلاة الغائب أخبرني القاضي ناصر الدين محمد بن الصاحب شرف الدين يعقوب قال : كان كثير التلاوة كان له كل يوم ختمة ومن لا يراه لا يحسبه يتلو شيئاً .
شرف الدين النصيبي .
محمد بن نجام شرف الدين الشيباني النصيبي أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال : كان المذكور مقيماً بقوص وأنشدني مجير الدين اللمطي قال : أنشدنا شرف الدين النصيبي لنفسه : .
جبتي الصوف غدا حالها ... ينشد ما يطرب ذا الكيس .
بالأمس قد كنت على نعجة ... واليوم أصبحت على تيس .
ابن أبي البئر