ولد سنة ست وخمسين قدم القاهرة مع أبيه فأخذ النحو والقراآت عن الشيخ حسن الراشدي وحضر حلقة الشيخ بهاء الدين ابن النحاس وسمع من الفخر علي والشهاب ابن مزهر وتصدر بدمشق للقراآت وهو في غضون ذلك يتزيد من العلوم ويناظر في المحافل وكان فيعه دين وسكينة ووقار وخير .
ولي الإقراء بتربة أم الصالح وبالتربة الأشرفية وتخرج به أئمة وتلا الشيخ شمس الدين عليه بالسبع .
وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وسبع مائة وتأسف الطلبة عليه .
وكان آية في الذكاء حدثني غير واحد أثق به أنه لم ير مثله . وقيل أن الناس سألوا الشيخ شمس الدين الأيكي عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وعن الشيخ صدر الدين ابن الوكيل أيهما أذكى فقال : ابن الزملكاني ولكن هنا مغربي أذكى منهما يعني به الشيخ مجد الدين .
وكان نحوي عصره بدمشق وامتحن على يد الأمير سيف الدين كراي النائب بدمشق فقتله بباب القصر الأبلق بالعصي ضرباً كثيراً لما ألقي المصحف وسب الأمير الخطيب جلال الدين فقال له الشيخ مجد الدين : اسكت اسكت وقوى نفسه ونفسه عليه فرماه وقتله . وكان في وقت قد انفعل للشهاب الباجربقي ودخل عليه أمره ثم أنه أناب وتاب وجاء إلى القاضي المالكي واعترف عنده وتاب وهو الذي كشف أمره .
بهاء الدين البرزالي محمد بن القاسم بن محمد بن يوسف بهاء الدين ابن الشيخ زكي الدين البرزالي الفقيه المقرئ .
حفظ التنبيه وتفنن وسمع الكثير من خلق كابن الفراء والغسولي وحدث وكتب الطباق .
ومات سنة ثلاث عشرة وسبع مائة وهو ابن ثمان عشرة سنة C تعالى .
ابن قائد .
محمد بن قائد الشيخ الزاهد من أهل اوانا .
كان صاحب كرامات وإشارات ومجاهدات ورياضات وكلام عما في الخواطر وبيان عما في الضمائر أقعد زماناً فكان يحمل في محفة إلى الجامع .
قدم اوانا واعظ يعرف بالزرزور فجلس بالجامع وذكر الصحابة بسوء فلم ينكر عليه فحملوا الشيخ إليه فقال له : انزل يا كلب أنت ومن تعتز به ! .
وكان يدعي إلى سنان مقدم الإسماعيلية فثار العوام ورجم الزرزور وهر بمن القتل .
فيقال أن سناناً بعث إليه رجلين في زي الصوفية فأقاما عنده في الرباط تسعة أشهر لا يعرفهما فلما كان يوم الأربعاء قال لأصحابه : يحدث ههنا حادثة عظيمة وكان عنده للناس ودائع فردها وقال لخادمه : يا عبد الحميد لك فيما يجري نصيب بعني إياه بالدولة - والدولة بستان إلى جانب الرباط - فقال : ما أبيعك نصيبي بالجنة فلما كان يوم الجمعة وثب الصوفيان على الشيخ فقتلاه وقتلا خادمه عبد الحميد وهربا فلقيهما فلاح في يده مر فقتلهما . وكان ذلك سنة أربع وثمانين وخمس مائة .
ابن قرار صاحب آمد نور الدين محمد بن قرار سلان بن داود نور الدين صاحب آمد وحصن كيفا .
توفي سنة إحدى وثمانين وخمس مائة . وولي بعده ابنه قطب الدين سكمان ووزر له القوام بن سماقا .
ابن قرطاي .
الإربلي الأمير محمد بن قرطاي الإربلي أبو العباس الأمير .
كان مليح الصورة مهيباً من أمراء إربل . فلما مات صاحب إربل قدم هذا إلى حلب فأكرمه العزيز وأقطعه خبزاً . وله شعر حسن كأخيه .
توفي سنة أربع وثلاثين وست مائة .
ومن شعره : .
أما واشتياقي عند خطرة ذكركم ... إلا قسمٌ لو تعلمون عظيم .
لأنتم وإن عذبتموني بهجركم ... على كل حالٍ جنةٌ ونعيم .
سلمتم من الوجد الذي بي عليكم ... ومن مهجةٍ فيها أسى وكلوم .
فلا ذقتم ما ذقت منكم فلي بكم ... رسيس غرامٍ مقعدٌ ومقيم .
قلت : هو شعر جيد . ومولده سنة ست وست مائة .
ابن قلاوون .
السلطان الأعظم الملك الناصر محمد بن قلاوون السلطان الأعظم الملك الناصر ناصر الدين أبو الفتح محمد بان السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي .
ولد الملك الناصر سنة أربع وثمانين ووالده المنصور على حصن المرقب محاصراً وتوفي يوم الأربعاء تاسع عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبع مائة ودفن ليلة الخميس بالمدرسة المنصورية بين القصرين وأنزل على والده .
كان ملكاً عظيماً دانت له العباد وملوك الأطراف بالطاعة