رسم بالأمر العالي لا زال يرتفع به العلم الشريف إلى فخره ويعيده إلى خير حبر تقتبس الفوائد من نوره وتغترف من بحره ويجمل الزمان بولائه من هو علم عصره وفخر مصره أن يعاد المجلس العالي الفخري إلى كذا وكذا وضعاً للشيء في محله ورفعاً للوبل على طله ودفعاً لسيف النظر إلى يدٍ هي مألف هزه وسله ومنعاً لشعب مكة أن ينزل غير أهله إذ هو لأصحاب الشافعي Bه حجة ولبحر مذهبه الزاخر لجة ولأهل فضله الذين يقطعون مفاوزه بالسرى صبح وبالمسير محجة طالما ناظر الأقران فعدلهم وجادل الخصوم في حومة البحث فجد لهم وجد لهم كم قطع الشبهات بحجج لا يعرفها وأتى بوجه ما رأى الرؤياني أحلى منه في أحلام الطيف ودخل باب علم فتحه القفال لطالب نهاية المطلب التبري وارتوى من معين ورد عين حياته الخضري وتمسك بفروع صح سبكها فقال ابن الحداد هذا هو الذهب المصري وأوضح المغالط بما نسف به جبال النسفي وروى أقوال اصحاب المذهب بحافظة يتمناها الحافظ السلفي كم جاور بين زمزم والمقام وألقى عصا سفره لما رحل عنها الحجيج وأقام وكم طاب له القرار بطيبه وعطر بالأذخر والجليل ردنه وجيبه وكم استروح بظل نخلها والسمرات وتملى بمشاهدة الحجرة الشريفة وغيره يسفح على قرب تربها العبرات وكم كتب له بالوصال وصول وبث شكواه فلم يكن بينه وبين الرسول رسول لا جرم أنه عاد وقد زاد وقارا وآب بعدما غاب ليلاً فتوضح شيبه نهاراً فليباشر ما فوض إليه جرياً على ما عهد ما افادته وألف من رياسته لهذه العصابة وسيادته وعرف من زيادة يومه على أمسه فكان كنيل بلاده ولا يتعجب من زيادته حتى يحيى بدرسه ما درس ويثمر عود الفروع فهو الذي أنبته بهذه المدرسة وغرس مجتهداًص في نظر وقفها معتمداًً على تتبع ورقات حسابها وصفحها عاملاً بشروط الواقف فيما شرط قابضاً ما قبضه وباسطاً ما بسط وتقوى الله تعالى جنة يرتع فيها خاطره ويسرح في رياضها الناضرة ناظره ومثله لا ينبه عليها ولا يومأ له بالإشارات إليها فلا ينزع مالبسه من حلاها ولا يسر في مهمة مهم إلا بسناها والله يديم فوائده لأهل العلم الشريف ويجدد له سعداً يشكر التالد منه والطريف والخط الكريم أعلاه حجة بمقتضاه .
عماد الدين الدمياطي محمد بن علي بن حرمي الشيخ الفرضي الإمام المحدث عماد الدين ابو عبد الله الدمياطي نزيل بالقاهرة .
ولد سنة خمس وسبعين وست مائة وسمع من الدمياطي والأبرقوهي وبنت الأسعردي وطائفة وبدمشق من الموازيني وابن مشرف وسمع بقراءتي كثيراً على الشيخ أثير الدين من ذلك المقامات الحريرية وهو حلو المحادثة كثير المحاسن له خصوصية زائدة عن الحد بقاضي القضاة عز الدين ابن جماعة ولي مشيخة الكاملية .
وتوفي C تعالى بالقاهرة في طاعون مصر في سابع جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبع مائة .
ابن خروف الحنبلي محمد بن علي بن أبي القاسم المقرئ الكبير بقية السلف ابو عبد الله الموصلي الحنبلي ابن خروف ويعرف بابن الوراق .
مولده سنة أربعين وست مائة وتوفي C تعالى بالموصل في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وسبع مائة .
ارتحل إلى بغداد في طلب العلم سنة اثنتين وستين فتلا بعدة كتب على الشيخ عبد الصمد وسمع من جماعة وقرأ كتباً كباراً وقرأ تفسير الكواشي على المصنف وجامع أبي عيسى ابن العجمي .
قال الشيخ شمس الدين : قدم علينا وسمعنا منه .
الحراني الحنبلي محمد بن عماد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي يعلى ابو عبد الله الجزري الحراني الحنبلي التاجر .
سمع وروى عالم فقيه كثير المحفوظ حسن الإنصات صالح طال عمره وسكن بالإسكندرية ورحل الناس إليه .
توفي سنة اثنتين وثلاثين وست مائة .
ابن عمار الأندلسي محمد بن عمار المهري بالراء - الأندلسي الشاعر المشهور هو ذو الوزارتين كان هو وابن زيدون فرسي رهان في الأدب .
اشتمل عليه المعتمد ووزره ثم جعله نائباًص على مرسية فعصى عليه بها فلم يزل يحتال عليه إلى أن وقع في يده فذبحه صبراً بيده سنة سبع وسبعين وأربع مائة ومولده سنة اثنتين وعشرين ولما قتله المعتمد رثاه عبد الجليل بن وهبون المرسي بأبيات منها : .
عجباً له أبكيه ملء مدامعي ... وأقول لا شلت يمين القاتل