وخاض إلي سواد الدجا ... فيا ليت كان سواد البصر .
فطابت ولكن ذممنا بها ... على طيب رياه نشر السحر .
وبتنا من الوصل في حلةٍ ... مطرزةٍ بالتقى والخفر .
وعقلي بها نهب سكر المدام ... وسكر الرضاب وسكر الحور .
وقد أخجل البدر بدر الجبين ... وتاه على الليل ليل الشعر .
وأعدى نحولي جسم الهوى ... وأعداه مني نسيمٌ عطر .
فمني معتبر العاشقين ... ومن حسن معناه إحدى العبر .
محمد بن علي بن عبد الله بن علي بن هندي .
ذكره الرشيد بن الزبير في كتاب الجنان وقال : هو خاتم أدباء العصر بهذا العصر . وقال : مما أنشدني لنفسه : .
لثمت بفي التفكر وجنتيه ... فسالت وجنتاه دماً عبيطاً .
وصافحني خيال منه وهناً ... فخطت في يدي منه خطوطا .
قلت : كذا وجدته وهو مقلوب المعنى لأن ذلك يقتضي لطف بشرة العاشق والظاهر أنه قال فخط بكفه مني خطوطا .
وأورد له أيضاً : .
هممت أن أفكر في حسنه ... فخرّ مغشياًص لفرط الألم .
وأشر الوهم إلى خده ... فانصبغ الخدان منه بدم .
وأورد له : .
توسد الورد وقد مال بال ... أجفان من عينيه إغفاء .
فأشبه البدر إلى جنبه ... سحابةٌ في الجو حمارء .
أبو سعد الكاتب ابن المعوج محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن المعوج ابو سعد الكاتب أخو أبي طالب محمد بن علي وهو الأسن .
ولي النظر بديوان الزمام بعد وفاة أبيه إلى أن عزل سنة خمس وثمانين وأربع مائة سمع الحديث من الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبي محمد عبد الله الصريفيني وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وكان أديباً فاضلاً روى عنه أبو المعمر الأنصاري في معجم شيوخه .
توفي سنة إحدى وعشرين وخمس مائة . أورد به ابن النجار قوله : .
عهدي بهم والدار غير غربة ... ولا نأى الحي بهم ولا رحل .
مثل جواري العين أو مثل الدمى ... قد ضمنت أشخاصهم تلك الكلل .
من كل بيضاء رداحٍ طفلة ... كالبدر حسناً والغزال في الكحل .
ولي بأسماء التي تيمني ... حبي بها شغلٌق عن الغيد الأول .
من فضحت شمس الضحى بوجهها ... والبدر في إشراقه عند الطفل .
أبو طالب ابن المعوج محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو طالب ابن المعوج أخو أبي سعد المقدم ذكره .
سمع من أشياخ أخيه توفي سنة ست وثلاثين وخمس مائة .
ابن خلف الكاتب محمد بن علي بن خلف أبو سعد الهمذاني الكاتب .
كان كاتباً لسناً ذا براعة وعارضة قلت : كذا ذكره ياقوت في معجم الأدلباء وساقه في المحمدين والصحيح أنه علي بن محمد بن خلف بن علي كما ذكره ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد وغيره وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في باب علي بن محمد في حرف العين .
ابن العلامة ابن القطاع محمد بن علي بن جعفر أبو علي ابن القطاع السعدي الصقلي .
كانت له حلقة في جامع عمرو بن العاص بمصر لإقراء اللغة وكان دمث الأخلاق مالكي المذهب مائلاً إلى الحديث وهو ولد العلامة ابن القطاع .
توفي سنة ست عشرة وخمس مائة .
ابن هبيرة النسفي محمد بن علي بن يحيى بن هبيرة أبو الرضا النسفي البغدادي .
كان حافظاً صالحاً له معرفة تامة بالتفسير والنحو والأدب . توفي سنة سبع عشرة وخمس مائة .
ابن البقراني محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد أبو الحسن ابن أبي القاسم الكاتب المعروف بابن البقراني .
قال ابن النجار : من أولاد الرؤساء والكتاب تولى الكتابة بأوانا ومعاملاتها ثم لزم بيته وكان أديباً فاضلاً ظريفاً لطيفاً حسن الأخلاق متواضعاًص طيب المجالسة فكهاً سمع الحديث الكثير في صباه وحصل أكثر مسموعاته وكتبها بخطه وكتب كثيراًً من دواوين المحدثين وكتب الأدب والمجاميع ولم يزل يكتب إلى أن مات وجمع مجموعاً في فنون الأخبار والحكايات والأشعار سرداً بغير ترتيب كتبه بخطه في عشرين مجلداًً وصنف كتاباً في صفة الغلمان فأحسن في تأليفه على شكل كتاب الثعالبي