قدم بغداد سنة ثلاث وتسعين قبل موته وروى الأربعين الودعانية الموضوعة التي سرقها عمه أبو الفتح ابن ودعان من الكذاب زيد بن رفاعة سمعها منه هبة الله الشيرازي وعمر الرواسي كان زيد كذاباً ألف بين كلمات قالها النبي A وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء وطول الأحاديث .
توفي سنة أربع وتسعين وأربع مائة .
ابن أبي البط محمد بن علي بن الحسن أبو تغلب المعروف بابن أبي البط من أهل البردان .
كان ينظم روى عنه أبو علي البرداني وعلي بن محمد بن عبد الرحمن الفقيه .
من شعره : .
وليس غريب الناس من كان نائياً ... عن الدار والأوطان والمال والأهل .
ولكن غريب الناس من كان صحبه ... من الحي أهل الزيغ والشر والجهل .
يجل الفتى في الناس إذ كان قرنه ... متى عاش أهل العلم والدين والفضل .
يعز علي أن أرى في مواطنٍ ... سوى العلم والتذكار يا صاح من شغل .
ولكن ضرورات الأمور تلزني ... إلى الكون في حالٍس يعيش بها مثلي .
إذا كانت الآثار والسعي والخطا ... مقدرةً فاصبر وكف عن العذل .
قلت : هو شعر منحط .
ابن أبي الصقر الواسطي محمد بن علي بن الحسن بن أبي صقر أبو الحسن الواسطي الفقيه الشافعي الكاتب أحد الشعراء له ديوان في مجلد .
حدث عن عبيد الله بن القطان توفي سنة ثمان وتسعين وأربع مائة وتفقه على الشيخ أبي إسحق وكان شديد التعصب للشافعية وله في ذلك القصائد المعروفة بالشافعية وله في الشيخ أبي إسحق مراث وكان كاملاً في البلاغة وجودة الخط .
أورد له الخطيري في زينة الدهر : .
كل رزقٍ ترجوه من مخلوق ... يعتريه ضربٌ من التعويق .
وأنا قائل وأستغفر الله مقال المجاز لا التحقيق .
لست أرضى من فعل إبليس شيئاً ... غير ترك السجود للمخلوق .
ولما أسن وضعف قال : .
كل أمري إذا تفكرت فيه ... وتأملته رأيت ظريفا .
كنت أمشي على اثنتين قوياً ... صرت أمشي على ثلاث ضعيفا .
أحسن من هذا قول ابن خلكان C تعالى : .
قد صرت بعد قوةٍ ... تفض اصلاد الحصى .
أمشي على ثلاثةٍ ... أصح ما فيها العصا .
وقال ابن أبي الصقر : .
علةٌ سميت ثمانين عاماً ... منعتني للأصدقاء القياما .
فإذا عمروا تمهد عذري ... عندهم بالذي ذكرت وقاما .
وقال أيضاً : .
والله لولا بولةٌ ... تحرقني عند السحر .
لما ذكرت أن لي ... ما بين فخذي ذكر .
وله عدة مقاطيع في شيخوخته وكبره وضعفه .
أبو الغنائم المحدث ابن النرسي محمد بن علي بن ميمون أبو الغنائم ابن النرسي الكوفي محدث مشهور يعرف بأبيّ لأنه كان جيد القراءة .
ولد سنة أربع وعشرين وأربع مائة في شوال وسمع الكثير وسافر إلى الشام والساحل وختم به علم الحديث بالكوفة .
وكان يقول : توفي بالكوفة ثلاث مائة وثلاثة عشر من الصحابة لا يعرف قبر أحد منهم غير قبر علي عليه السلام .
وقال محمد بن ناصر : ما رأيت مثل أبي الغنائم ابن النرسي في ثقته وحفظه ما كان أحد يقدر أن يدخل في حديثه ما ليس منه .
وكان من قيام الليل مرض ببغداد وانحدر إلى الكوفة فمات بحلة ابن مزيد سادس عشر شعبان سنة عشر وخمس مائة وحمل إلى الكوفة ودفن بها .
قال محمد بن عبد الباقي البزاز : ما كان في الكوفة من أهل السنة والحديث سواه وكان فاضلاًً ثقة عاش ستاً وثمانين سنة ممتعاً بجوارحه . وقد أثنى عليه ابن النجار ثناء كثيراً .
أبو الغمر الإسناوي محمد بن علي أبو الغمر الهاشمي الإسناوي .
قال العماد الكاتب : كان أشعر أهل زمانه وأفضل أقرانه . وأورد ما أنشده بعض المصريين : .
لحاظكم تجرحنا في الحشا ... ولحظنا يجرحكم في الخدود .
جرحٌ بجرحٍ فاحسبوا ذا بذا ... فما الذي أوجب جرح الصدود .
وقوله : .
يا أهل قوص غزالكم ... قد صاد قلبي واقتنص .
نص الحديث فشفني ... يا ويح قلبي وقت نص .
وله : .
أيا ليلةً زار فيها الحبيب ... ولم يك ذا موعدٍ ينتظر