إني إذا خان الخليل تركته ... وصرمت بالهجران حبل وصاله .
لو كان في عز المعز وملكه ... وجلاله ونواله وجماله .
هو من قول ابن المعتز : .
والله لا كلمتها لو أنها ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي .
ومن شعر محمد بن علي ابن كاتب إبراهيم : .
هل في هوى الغيد الحسان الملاح ... من الغواني من حرج أو جناح .
منها : .
ترنو بأجفانٍ سكارى بلا ... سكرٍ من الغنج مراضٍ صحاح .
احمر لما استضحكت خدها ... فلاح ما بين الشقيق الأقاح .
تأرج السفح عبيراً وكا ... فوراً ومسكاً حين زارت وفاح .
صاح ذر اللوم فإني امرؤٌ ... من سكرتي في حبها غير صاح .
بمهجتي أفدي التي صيرت ... جسمي للأسقام منها مباح .
ومن إذا رمت سلواً دعا ... قلبي ولبى حبها لا براح .
القنبري محمد بن علي القنبري الهنمذاني من ولد قنبر مولى علي بن أبي طالب Bه .
مدح عبيد الله بن يحيى بن خاقان أيام المعتنمد وقدم بغداد أيام المكتفي وكان يتشيع قال : .
إلى الوزير عبيد الله مقصدها ... أعني ابن يحيى حياة الدين والكرم .
إذا رميت برحلي في ذراه فلا ... نلت المنى منه إن لم تشرقي بدم .
وليس ذاك لجرمٍ منك أعلمه ... ولا لجهلٍ بما أسديت من نعم .
لكنه فعل شماخٍ بناقته ... لدى عرابةً إذا أدته للأطم .
ابن المكور محمد بن علي بن أحمد بن صالح ابو طاهر المؤدب المعروف بابن العلاف وبابن المكور صاحب أبي الخطاب الجبلي الشاعر .
قال ابن النجار : كان أديباً مليح الشعر يسكن بقطيعة الربيع بالجانب الغربي حدث باليسير عن أبي علي الحسن ابن أحمد بن شاذان وغيره وسمع منه ابو الفضل أحمد ابن الحسن بن خيرون وأبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحمديدي وروى عنه أبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزاز زشجاع بن فارس الذهلي وأبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي .
أورد له من شعره : .
ستروا الوجوه بأذرعٍ ومعاصم ... ورنوا بنجلٍ للقلوب كوالم .
حسروا الأكمة عن سواعد فضةٍ ... فكأنما انتضيت متون صوارم .
أغروا سهام عيونهم بقلوبنا ... فلنا حديث وقائع وملاحم .
وقوله : .
وسترت وجهها عن النظر ... بساعدٍ حلّ عقد مصطبري .
كأنه والعيون ترمقه ... عمود صبحٍ في دازة القمر .
قلت : شعر متوسط . توفي ابن المكور سنة تسع وستين وأربع مائة .
الحافظ ابن رحيم الصوري محمد بن علي بن محمد بن رحيم الحافظ أبو عبد الله الصوري أحد أعلام الحديث .
سمع على كبر وعني بالحديث أتم عناية إلى أن صار فيه رأساً وكان يسرد الصوم .
قال الخطيب : كان صدوقاً كتب عني وكتبت عنه . قال السلفي : كتب الصوري البخاري في سبعة أطباق ورق بغدادي ولم يكن له سوى عين واحدة وعنه أخذ الخطيب علم الحديث وله شعر رائق .
توفي سنة إحدى وأربعين وأربع مائة . سمع بالكوفة من أكثر من أربع مائة شيخ وكان هناك يظهر السنة ويترحم على الصحابة فثاروا عليه ليقتلوه فالتجأ إلى أبي طالب ابن عمر العلوي فأجاره وقال له : اقرأ علي فضائل الصحابة فقرأ عليه فتاب من سبهم وقال : قد عشت أربعين سنة في سبهم اترى أعيش مثلها حتى أذكرهم بخير .
وكان قد قسم أوقاته في نيف وثلاثين فناً وكانت له أخت بصور خلف عندها اثني عشر عدلاً من الكتب فأعطاها الخطيب شيئاً وأخذ بعض الكتب وكان حسن المحاضرة ومن شعره : .
قل لمن عاند الحديث وأضحى ... عائباً أهله ومن يدعيه .
أبعلمٍ تقول هذا أبن لي ... أم بجهلٍ فالجهل خلق السفيه .
أتعيب الذين هم حفظوا الدين من الترهات والتمويه .
وإلى قولهم وما رددوه ... راجعٌ كل عالم وفقيه .
ومن شعره من أبيات : .
تولى الشباب بريعانه ... وجاء المشيب بأحزانه .
وإن كان ما جار في سيره ... ولا جاء في غير إبانه