كنت إذا أرسلت لي دمعةٌ ... قال أناسٌ ذاك من حبها .
فصرت أبكي الآن مسترسلاً ... أحيل بالدمع على سكبها .
وقال بعضهم يرثيه : .
استشعر الكتاب فقدك سالفاً ... وقضت بصحة ذلك الأيام .
فلذاك سودت الدوي كآبةً ... أسفاً عليك وشقت الأقلام .
ومات في السجن وله ستون سنة وباشر الأعمال وهو ابن ست عشرة سنة وكان لا بد أن يشرب بعد صلاة الجمعة ويصطبح يوم السبت ويشترى له كل جمعة فاكهة بخمس مائة دينار .
أبو بكر الكتاني الصوفي محمد بن علي بن جعفر ابو بكر الكتاني .
أصله من بغداد وجاور بمكة حتى مات بها سنة اثنتين وثلاث مائة . كان من خيار مشايخ الصوفية وأحد الأئمة المشار إليهم في علوم الحقائق والزهد والعبادة .
قال المرتعش : الكتاني سراج الحرم وقال السلمي : ختم الكتاني في الطواف اثني عشر ألف ختمة .
استأذن أمه في الحج فأذنت له فلما دخل البادية أصاب ثوبه بول فقال : هذا خلل فعاد إلى بيته وإذا أمه جالسة خلف الباب فقال : ما هذا ؟ فقالت : اعتقدت مع الله تعالى أن لا أبرح من هذا المكان حتى تعود . وقال : رأيت في منامي حوراء ما رأيت في الدنيا أحسن منها فقلت : زوجيني نفسك فقالت : اخطبني من سيدي فقلت : ما مهرك ؟ فقالت : حبس النفس عن مأولفاتها . توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة .
أبو حشيشة الطنبوري محمد بن علي بن أبي أمية الكاتب وكنيته ابو حشيشة الطنبوري .
وصفه مخارق للمأمون وهو بدمشق فخرج إليه وهو حدث وغناه ولم يزل يغني للخلفاء واحداً إلى خلافة المستعين وربما تجاوز ذلك .
وقال : .
إن الإمام المستعين بريه ... غيثٌ يعم الأرض بالبركات .
وقال : .
وأخص منك وقد عرفت محبتي ... بالصد والإعراض والهجران .
وإذا شكوتك لم أجد لي مسعداً ... ورميت فيما قلت بالبهتان .
وله كتاب المغني المجيد وأخبار الطنبوريين .
القفال الكبير الشاشي محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الفقيه الشافعي إمام عصره .
كان فقيهاً محدثاً أصولياً لغوياً شاعراً لم يكن بما وراء النهر مثله في وقته للشافعية رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور وسار في ذكره في البلاد وصنف في الأصول والفروع وسمع ابن خزيمة ومحمد بن جرير وعبد الله المدائني ومحمد بن محمد الباغندي وابا القاسم البغوي وأبا عروبة الحراني وطبقتهم .
وقال أبو إسحاق في الطبقات : توفي سنة ست وثلاثين وهو وهم ولعله تصحف عليه ثلاثين بستين فإن الصحيح وفاته سنة خمس وستين وثلاث مائة لأن الحاكم والسمعاني ورخاه في هذه السنة مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين .
وقال أبو غسحاق : أنه درس على ابن سريج فلم يلحقه لأنه رحل من الشاش إليه سنة تسع وثلاث مائة وابن سريج مات سنة ست وثلاث مائة .
وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله شرح الرسالة وكتاب في أصول الفقه وعنه انتشر مذهب الشافعي في بلاده وهو صاحب وجه في المذهب ومن غرائب وجوهه ما نقله عنه الشيخ محيي الدين في الروضة أن المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعذر المرض وأنه استحب أن الكبير يعق عن نفسه وقد قال الشافعي : لا يعق عن كبير .
وروى عنه الحاكم وابن منده وغيرهما . وابنه القاسم هو مصنف التقريب الذي نقل عنه صاحب النهاية والوسيط والبسيط وقد ذكره الغزالي في الباب الثاني من كتاب الرهن لكنه قال أبو القاسم وهو غلط وصوابه القاسم .
وقال العجلي في شرح مشكلات الوجيز والوسيط في الباب الثالث من كتاب التيمم : أن صاحب التقريب هو أبو بكر القفال وقيل أنه ابنه القاسم فلهذا يقال صاحب التقريب على الإبهام .
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان C : ثم رأيت في شوال من سنة خمس وست مائة في خزانة الكتب بالمدرسة العادلية بدمشق كتاب التقريب في ست مجلدات وهو من حساب عشر مجلدات وكتب عليه أنه من تصنيف ابي الحسن القاسم بن أبي بكر القفال الشاشي وهذا التقريب غير التقريب الذي لسليم الرازي فإني رأيت خلقاً كثيراً من الفقهاء يعتقدونه هو فلهذا نبهت عليه وتقريب ابن القفال قليل الوجود