وكان ابن أبي عون أحد أتباعه وهو الفاضل الذي له التصانيف المليحة مثل مثل الشهاب والأجوبة المسكنة وهو من أعيان الكتاب وضرب ابن أبي عون بالسياط ثم ضرب عنقه وأحرق وكان ذلك في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة . وشلمغان بالشين المعجمة المفتوحة وسكون اللام وفتح الميم والغين المعجمة وبعدها ألف بعدها نون .
دندن الكاتب محمد بن علي أبو علي يعرف بدندن بدالين ونونين .
كاتب يهجو الكتاب . قال في محمد بن عبد الملك بن الزيات لما أوقع به المتوكل : .
ألم تر أن الله أيد دينه ... وأوقع بالزيات لما تجبرا .
وكم قائل والدمع يسبق قوله ... به لا بظبيٍ بالصريمة أعفرا .
عليك سلام لم توفره نيةٌ ... كذلك شيء قد تولى فأدبرا .
مبرمان النحوي محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر العسكري مصنف شرح سيبويه ولم يتمه .
لقبه المبرد مبرمان لكثرة سؤاله وملازمته له أفاد بالأهواز مدة وكان دني النفس مهيناً يلح بالطلب من تلامذته كان إذا أراد الحضور إلى منزله ركب في طبلية حمال من غير عجز به وربما بال على الحمال فيصيح ذلك الحمال فيقول له : احسب أنك حملت رأس غنم وربما كان يتنقل بالتمر ويحذف الطلبة بالنوى .
أخذ عنه الكبار مثل السيرافي وأبي علي الفارسي ولع كتاب العيون وكتاب علل النحو وشرح سيبويه ول يتم وكتاب التلقين وشرح شواهد سيبويه كتاب المجاري لطيف كتاب صفة شكر المنعم .
توفي سنة ست وعشرين وثلاث مائة .
الوزير ابن مقلة محمد بن علي بن الحسن بن مقلة الوزير ابو علي صاحب الخط المنسوب .
ولي بعض أعمال فارس وتنقلت به الأعمال والأحوال حتى وزر للمقتدر سنة ست عشرة فقبض عليه بعد عامين وعاقبه وصادره ونفاه إلى فارس ثم استوزره القاهر بالله ونكبه ثم وزر للراضي قليلاً وأمسكه سنة أربع وعشرين وضرب بالسياط وعلق وصودر وأخذ خطه بألف ألف دينار ثم تخلص .
ثم إن ابن رائق المقدم ذكره لما تمكن احتاط على ضياعه وأملاكه فكتب ابن مقلة إلى الراضي أنه إن مكن من ابن رائق خلص منه ثلاثة آلاف ألف دينار فأجابه فلما حضر إليه حبسه واطلع ابن رائق على الخبر فقطع يده وحبسه فندم الراضي وداواه فكان ينوح ويبكي على يده ويقول : كتبت بها القرآن وخدمت بها الخلفاء تقطع مثل اللصوص وكان يشد القلم على يده ويكتب فأخذ يراسل الراضي ويطمعه في الأموال فلما قرب بحكم أحد خواص ابن رائق من بغداد أمر ابن رائق بقطع لسان ابن مقلة فقطع ولحقه ذرب ومات في السجن سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة ومولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين .
وقال أبو الحسن ثابت بن قرة الطبيب : كنت إدخل إليه السجن فيشكو إلي فأعزيه وأقول : هذا انتهاء المكروه وخاتمة القطوع فينشدني : .
إذا ما مات بعضك فابك بعضاً ... فإن البعض من بعضٍ قريب .
ومن شعره في يده : .
ما سئمت الحياة لكن توثقت بأيمانهم فبانت يميني .
بعت ديني لهم بدنياي حتى ... حرموني دنياهم بعد ديني .
ولقد حطت ما استطعت بجهدي ... حفظ أرواحهم فما حفظوني .
ليس بعد اليمين لذة عيشٍ ... يا حياتي بانت يميني فبيني .
ومن شعره : .
وإذا رأيت فتىً بأعلى رتبةٍ ... في شامخٍ من عزه المتنع .
قالت لي النفس العروف بقدرها ... ما كان أولاني بهذا الموضع .
ومن شعره : .
لست ذا ذلةٍ إذا عضني الدهر ولا شامخاً إذا واتاني .
أنا نارٌق في مرتقى نفس الحا ... سد ماءٌ جارٍ مع الإخوان .
وابن مقلة هذا أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين إلى هذه الصورة .
وممن مدحه من الشعراء ابن الرومي الشاعر وله فيه قصيدة التي منها : .
كذا قضى الله للأقلام مذ بريت ... أن السيوف لها مذ أرهفت خدم .
وفيه قال الشاعر : .
وقالوا العزل للوزراء حيضٌ ... لحاه الله من حيضٍٍ بغيض .
ولكن الوزير أبا عليٍ ... من اللائي يئسن من المحيض .
ومن العجائب أن الوزير ابن مقلة تقلد الوزارة ثلاث مرات وسافر في عمره ثلاث مرات واحدة إلى الموصل واثنتين في النفي إلى شيراز ودفن بعد موته ثلاث مرات في ثلاثة مواضع .
ومن شعره : .
أحببت شكوى العين من أجلها ... لأنها تستر وجدي بها