قلت : هذا فيه نظر لأن السبط هو ابن البنت فأما الحسن والحسين Bهما فولدا بنت رسول الله وأما محمد هذا فإنه من الحنفية وليس من فاطمة Bها . ولما تطاول مقام محمد بن الحنفية على زعمهم برضوى قال السيد الحميري : .
ألا قل للوصي فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما .
أضر بمعشرٍ والوك منا ... وسموك الخليفة والإماما .
وعادوا فيك أهل الأرض طراً ... مقامك عنهم ستين عاما .
وما ذاق ابن خولة طعم موتٍ ... ولا وارت له أرضٌ عظاما .
لقد أمسى بمورق شعب رضوى ... تراجعه الملائكة الكلاما .
وإن له به لمقيل صدقٍ ... وأنديةً تحدثه كراما .
وكان السيد الحميري يعتقد أنه لم يمت وأنه في جبل رضوى بين أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان نضاختان تجريان بماء وعسل ويعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلاًً كما ملئت جوراً .
ويقال أن النبي A قال لعلي Bه : سيولد لك بعدي غلام وقد نحلته اسمي وكنيتي ولا يحل لأحد من أمتي بعده وممن تسمى محمداً واكتنى بأبي القاسم : محمد بن أبي بكر الصديق ومحمد بن طلحة بن عبيد الله ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ومحمد بن عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة ومحمد بن الأشعث بن قيس .
وكان محمد بن الحنفية شديد القوى وله في ذلك أخبار عجيبة حكى المبرد في الكامل أن أباه علياً استطال درعاً كانت له فقال له يقص منها كذا وكذا حلقةً فقبض محمد بإحدى يديه على ذيلها وبالأخرى على فضلها ثم جذبها فقطعها من الموضع الذي حده أبوه وكان عبد الله بن الزبير إذا حدث بهذا الحديث غضب واعتراه أفكل وهي الرعدة لأنه كان يحسده على قوته وكان عبد الله أيضاً شديد القوى .
وقال ابن سعد : جاء رجل إلى ابن الحنفية فسل عليه وقال له : كيف أنتم ؟ فقال محمد : إنما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل في آل فرعون كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا وينكحون نساءنا بغير أمرنا . وكان يقول : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بداً حتى يجعل الله له فرجاًٍ ومخرجاً .
وكتب ملك الروم إلى عبد الملك يتهدده ويتوعده ويحلف أنه يبعث إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدي له الجزية فكتب إلى الحجاج أن اكتب إلى ابن الحنفية وتوعده وتهدده ثم أخبرني بما يكتب إليك فكتب الحجاج إليه يتوعده بالقتل فكتب إليه ابن الحنفية : إن لله في خلقه في كل يوم ثلاث مائة وستين نظرة وأنا أرجو أن الله ينظر إلي نظرة يمنعني بها منك فكتب الحجاج بكتابه إلى عبد الملك فكتب عبد الملك نسخته إلى ملك الروم فقال ملك الروم : ما خرج هذا منك ولا من أهل بيتك ما خرج إلا من بيت النبوة .
وكان يخضب بالحناء والكتم فقيل له : أكان أبوك يخضب ؟ فقال : لا قيل : فما بالك ؟ قال : أتشبب النساء . وكان يلبس الخز ويتعمم عمامة سوداء ويتختم في يساره وكان يطلي رأس أمه ويمشطها . وسيأتي ذكر ولده عبد الله أبي هاشم المنسوب إليه الفرقة الهاشمية من الإمامية في حرف العين في مكانه إن شاء الله تعالى .
الباقر Bه محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب Bهم أبو جعفر الباقر سيد بني هاشم في وقته .
روى عن جديه الحسن والحسين وعائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وجابر وسمرة بن جندب وعبد الله بن جعفر وأبيه وسعيد بن المسيب وطائفة وروى له الجماعة .
مولده سنة ست وخمسين قال الشيخ شمس الدين : فعلى هذا لم يسمع من عائشة ولا من جديه .
وكان أحد من جمع العلم والفقه والديانة والثقة والسودد وكان يصلح للخلافة وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين يعتقد الرافضة عصمتهم وسمي بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه .
قال ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة : سألت أبا جعفر وابنه جعفراً الصادق عن أبي بكر وعمر فقالا لي : يا أبا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا أمامي هدى وابن فضيل من أعيان الشيعة الصادقين