فتتركنا وتجعله عقيقاً ... فيعجبنا ونأخذها اغتصابا .
ومنه قوله : .
وكلما طال عمر المرء قصر في ... أحواله وبدا في فعله الزلل .
كالشمس مهما علت في الأفق طالعةً ... فهكذا في خضيض الأرض تستفل .
ومنه ما يكتب على المسطرة : .
أنا لما أمرت بالعدل وانقد ... ت ولم يثنني الهوى والمراء .
واستقامت طرائقي وتساوت ... فلها الاعتدال والاستواء .
صرت للناس قدوةً في طروس الع ... لم تقفو آثاري العلماء .
فاستقم واعتدل تنل رتب الفض ... ل وتعنو لأمرك الفضلاء .
قلت : شعر متوسط . وقال محب الدين ابن النجار : ذكر لي القطيعي أنه خرج من بغداد مع ابن الشهرزوري سنة ثمان وتسعين وخمس مائة .
الأرمنتي قاضي البهنسا محمد بن عبد المحسن بن الحسن شرف الدين الأرمنتي قاضي البهنسا . فقيه نحوي شاعر كريم لبيب كثير الاحتمال مشكور في ولايته . وعين لقضاء الإسكندرية وطلب إلى القاهرة فحضر جمع كبير من أهل البهنسا وأظهروا الألم وسألوا القاضي جلال الدين القزويني أن لا يغيره فأعفاه ورجع إليهم ثم عين لقوص فلم يوافق وبني مدرسة بالبهنسا ورباطاً ومسجداً وكان محبباً إلى الخلق قرأ الفقه بالصعيد على خاله سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتي وتأدب به ولازمه وأقام بمصر سنين يشتغل بها مع خاله إلى أن ولي خاله فسار معه وتزوج ابنته وكان ينوب عنه حيث كان . وتوفي سنة ثلاثين وسبع مائة ومولده سنة اثنتين وسبعين بأرمنت تقديراً ولم يعقب . قال كمال الدين جعفر الأدفوي : أنشدني من شعره كثيراً ومنه : .
جز بسفح العقيق وانشق خزامه ... وفؤادي سل عنه إن رمت رامه .
وإذا ما شهدت أعلام نجدٍ ... وزرودٍ وحاجرٍ وتهامه .
صف لجيرانها الكرام بيوتاً ... حالة الصب بعدهم وغرامه .
وترقق لهم وسلهم وصالاً ... وقل الهجر والصدود على مه .
عبدكم بعدكم على الود باقٍ ... لم يغير طول البعاد ذمامه .
يا كرام النصاب إنا نراكم ... حيث كنتم بكل حيٍ كرامه .
قال وأنشدني لنفسه يجمع العبادلة : .
إن العبادلة الأحبار أربعةٌ ... مناهج العلم في الإسلام للناس .
ابن الزبير وابن العاص وابن أبي ... حفص الخليفة والحبر ابن عباس .
وقد يضاف ابن مسعود لهم بدلاً ... عن ابن عمرو لوهمٍ أو لإلباس .
وقال : حكى لي أن بعض عدول البهنسا حكى له أن امرأة حضرت مع زوجها إلينا لنوقع بينهما الطلاق فرأيناه لا يشتهي ذلك فكلمناها فلم تقبل فأوقعناه فالتفتت إلينا وأنشدت : .
لما غدا الأكيد عهدي ناقضاً ... وأراد ثوب الوصل أن يتمزقا .
فارقته وخلعت من يده يدي ... وتلوت لي وله : وإن يتفرقا .
ابن عبد الملك .
الأموي متولي مصر محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي .
ولي الديار المصرية لأخيه هشام بن عبد الملك وكان فيه دين ظفر به عبد الله بن علي يوم نهر أبي فطرس فذبحه صبراً في سنة أربعين ومائة أو ما دونها .
الوزير ابن الزيات محمد بن عبد الملك بن ابان بن حمزة الوزير أبو جعفر ابن الزيات . كان أبوه زياتاً فنشأ هو وقرأ الأدب وقال الشعر البديع وتوصل بالكتابة إلى أن وزر للمعتصم والواثق وسبب وزارته أنه ورد على المعتصم كتاب بعض العمال وفيه ذكر الكلأ فقرأه الوزير أحمد بن عمار بن شاذي وزير المعتصم عليه فقال له : ما الكلأ ؟ فقال : لا أعلم فقال المعتصم : خليفة أمي ووزير عامي انظروا من في الباب فوجدوا ابن الزيات فأدخلوه إليه فقال له : ما الكلأ ؟ فقال : العشب على الإطلاق فإن كان رطباً فهو الخلا فإذا يبس فهو الحشيش وشرع في تقسيم النبات فعلم المعتصم فضله فاستوزره وحكمه وبسط يده وأمر أن لا يمر بأحد إلا يقوم له فكان القاضي أحمد بن أبي دؤاد يرصد له غلاماً إذا رآه مقبلاً أعلمه فيقوم ويصلي حتى يعبره ابن الزيات فقال ابن الزيات : .
صلى الضحى لما استفاد عداوتي ... وأراه ينسك بعدها ويصوم .
لا تعدمن عداوة مسمومة ... تركتك تقعد تارةً وتقوم