هذا مع غيبة أوراق الممولك وكتبه بالقاهرة وعجز قريحته الناسية وقوته الذاكرة ولكن هذه عجالة من ليس له نباله ودلالة لا تؤدي إلى ملالة وعلالة تحتمل على البلالة فأقول : محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن تمام بن يوسف ابن موسى بن تمام بن تميم بن حامد أبو الفتح ابن أبي البركات ابن أبي زكريا السبكي الشافعي مولده بالمحلة من أعمال الديار المصرية في السابع عشر من ربيع الآخر سنة خمس وسبع ماية وأجاز له في ذلك الوقت جماعة من المسندين منهم الحافظ شرف الدين أبو محمد وأحمد عبد المؤمن بن خلف ابن أبي الحسن الدمياطي وفي تلك السنة توفي إلى رحمة الله تعالى ثم انتقل إلى القاهرة فأحضره أبوه على أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي وأبي الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي وأبي المحاسن يوسف بن المفظر بن كوركيل الكحال وأبي الحسن علي بن عيسى بن سليمان بن القيم وغيرهم واجاز له في سنة سبع وسبع ماية خلق بالقاهرة ومصر وأعمالهما ومكة والمدينة ودمشق بذاته وقراءة غيره كأبي علي الحسن بن عمر بن عيسى بن خليل الكردي الهكاري وأبي الحسن علي بن عمر ابن أبي بكر الواني وأبي الهدى أحمد بن محمد بن علي بن شجاع العباسي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله الكناني الشافعي وأبي عبد الله محمد بن عبد الحميد بن محمد الهمذاني وأبي بكر عبد الله بن علي بن عمر بن شبل الحميري وأبي المحاسن يوسف بن عمر بن حسين الختني وأبي العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي وأبي زكرياء يحيى بن يوسف بن أبي محمد المقدسي وأبي المعالي يحيى بن فضل الله العمري وأبي الحسن علي بن اسمعيل المخزومي وأبي عبد الله محمد بن عبد المنعم بن الصواف وأبي بكر ابن يوسف بن عبد العظيم المصري وخلايق يطول ذكرهم وسمع العالي والنازل وكتب بنفسه وانتقى وحصل وقرأ القرآن العظيم جل منزله بالقراآت السبع في ختمات على الشيخ الإمام العلامة أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي الغرناطي باجازة باقريه حيث شاء متى شاء وكتب له خطه بذلك وقرأ علم الفقه على مذهب الإمام الشافعي Bه وغيره من العلوم على شيخنا وأستاذنا قاضي القضاة شيخ الإسلام علامة الزمان تقي الدين أبي الحسن علي السبكي الشافعي أبقاه الله تعالى طويلاً فما له من علم إلا وعليه فيه تخرج ولا فضل إلا زهى بانتمايه إليه وتبرج ولا بحث إلا وطاب عرفه باعتماده فيه عليه وتأرج وهو الذي حصل لي الإجازات العالية وقلدني في كل أمر ديني ودنيوي منناً متوالية فالله تعالى يجزيه عني أفضل الجزاء ويعينني على القيام ببعض ما يجب له من الشكر والثناء وقرأت أيضاً علم الفقه على مذهب الإمام الشافعي Bه على جدي أبي زكرياء يحيى بن علي والشيخ الإمام العلامة قطب الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الصمد بن عبد الله السنباطي الشافعي نايب الحكم العزيز بالقاهرة ووكيل بيت المال المعمور رحمهما الله تعالى وكانا قرءآ هذا العلم على الشيخين العلامتين سديد الدين أبي عمرو عثمان التزمنتي وظهير الدين أبي محمد جعفر التزمنتي رحمهما الله تعالى وكانا أعني السديد والظهير القايمين بوظيفة الاشغال والاشتغال بمذهب الشافعي في زمانهما وقرأت الفقه أيضاً على العلامة ذي الفنون أبي علي الحجسين بن علي الأسواني الشافعي ولازمته أيضاً على العلامة ذي الفنون أبي علي الحسين بن علي الأسواني الشافعي ولازمته أيضاً مدة طويلة وأما الشيخ قطب الدين السنباطي المذكور فلازمته نحواً من ستة أعوام إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى واشتغل بأصول الفقه أيضاً على جده أبي زكرياء يحيى وكان قرأ هذا العلم على العلامتين شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن محمود الأصبهاني وشهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس المالكي الشهير بالقارفي رحمهما الله تعالى وغيرهما وقرأ علم النحو على العلامة أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن حيان ولازمه نحواً من سبعة عشر عاماً وشرح عليه تقريب المقرب من تصنيفه وكتاب تسهيل الفوايد وتكميل المقاصد تصنيف العلامة جمال الدين أبي عبد الله نحمد بن مالك الجياني وأجازه بأقرايهما وإقراء علم العربية وسمع عليه كثيراً من شرحه لكتاب التسهيل وكثيراً من كتاب سيبويه C تعالى سماعاً