رسم بالأمر العالي لا زالت أوامره المطاعة تزيد العلم بهاءاً وترفع له بمن توليه إذ توليه النعم لواءاً وتفيده على مر الأيام من وسمه واسمه بقاءاً أن يرتب في كذا ركوناً إلى فضله الذي أظهره الأختيار وأبانه وساعده الاجتهاد على ما حصله وأعانه وتحقق العلم أنه بهاؤه فلهذا جمله بما حمله منه وزاده وزانه وشهدت مصر لفنونه المتعددة أنه سهم خرج من كنانه أما القراآت فما يبخل السخاوي أن يكون من حزبه وما يبتعد الداني أن يتمنى تيسير قربه وأما الفقه فالقفال لا يدخل معه في بابه وابن الصباع تتلون عليه الوجوه فما ترضى فيما أتى به وأما النحو فالفارسي لم يبق له في العربية إيضاح ولا تكملة وابن جنى غاب من أول ما ذكر البسملة وأما الفتاوى فإنها تفيأت ظل قلمه وطوى ابن الصلاح لها نشر علمه وأما الأحكام فما أسرع سهم إصابته فيها نفاذا وأطيب ثناءه حتى قال الماوردي من قال أقضى القضاة عني فإنما عني هذا فليباشر ما فوض إليه ناشراً علم علمه الباهر مظهراً نكت فضله التي ما علم ابن حزم باطن حسنها في الظاهر باحثاً عن الخبايا لأنه شافي العي في مذهب الشافعي ماكثاً على إفادة الطلبة ما ضمه الرافعي باذلاً ما عنده من العلم الذي هو أخبر بما جاء في حق من كتمه عاملاً على إظهار الغوامض لمن حصل محفوظاً وما فهمه مهدياً من نفايس ما ادخر من الجواهر التي يتحلى بها لانحر مبدياً فوايده التي اكتسبها من ابن عمه حتى يقال ابن عبد البر يحدث عن البحر مقيداً بطريقه فعم الرجل صنو أبيه مهتدياً به فيما يأتيه عند انقياده وتأبيه وعلى كل حال فهو أبوه شاء العرف أو أبى لأن بعض المفسرين ذهب إلى أن آزر عم إبراهيم وقد سماه الله أبا فقد طلعتما بأفق الشام نيرين وأحيى الله بكما سيرة العمرين ما ذكر فضلطما في الأوراق إلا وراق لا طلع بدر علمكما في الآفاق إلا فاق قد انكشف بكما من الباطل زيفه وبهرجه ونصرتما الشرع لأنكما من قوم هم أوسه وخزرجه طالما كثر الأنصار يوم اليأس إذا قل الناس وقلوا يوم الطمع ولو خر سيف من العيوق منصلتاً ما كان إلا على هاماتهم يقع وحقيق بمن كان من هؤلاء وهو فرعهم الزاكي ونجلهم الذي يعجز عن وصفه الحاكي أ تجري على أعراقهم جياده وأن يكون بإزاء دم الشهيد مداده والوصايا كثيرة والتقوى زمامها وإمامها إذا تقدم كل جماعة أمامها إمامها فلا تعطل من حليها عنقك ولا تخل من بدورها أفقك والله يجمل بك الأيام والأنام ويديم لهم فضلك الذي أراح جفنهم من الأرق وأنام والخط الكريم أعلاه حجة بمقتضاه إن شاء الله تعالى .
وكتبت له توقيعاً آخر وهو أجود من هذا وأكبر ولم يكن حاضراً عند تعليقي هذه الترجمة وطلبت منه شيئاً من نظمه لأثبته فوعد به فلما عاودته في ذلك أنشدني من لفظه لنفسه : .
أأعرض أشعاري عليك وإنها ... لمختلة الأوزان ناقصة المعنى .
وأنت خليل الوقت وارث علمه ... إليك يشير الفضل إن مشكل عنا .
وإن قريضي بين أزهار روضكم ... أخو البقلة الحمقاء في الروضة الغنا .
فعفواً وتنزيهاً لجمع كأنه ... عقود اللآلي فوق ناصية الحسنا .
فلا زلت للآداب تعمر ربعها ... إذا ما وهي ركن أقمت له ركنا .
وكتبت إليه : .
يا قاضياً أحكامه لم تزل ... وقفاً على ما جرت القاعده .
ومنن فتاويه كشمس الضحى ... إن أظلمت مسألة وارده .
ومن إذا حئنا بمعنى أتت ... له معان بعد ذا زايده .
ومن معاليه تحلت بما ... بهجته بين الورى خالده .
صليت خمساً عند أوقاتها ... ناسي غسل الوجه في الواحده .
فقال لي مفت توضأ وص ... ل الخمس طراً تصلح الفاسده .
فقلت فعلت الأمر لكن وج ... هي غسله رحت إذاً فاقده .
قال توضأ ثم صل العشا ... لا غير واغنم هذه الفايده .
فأوضح العلة في حكم ما ... قلت ونبه فكرتي الراقده .
ودم قرير العين في نعمة ... صلاتها طول المدى عايده .
فكتب الجواب عن ذلك :