البو شنجي الكاتب الشاعر محمد بن صدقة بن محمد أبو المحاسن البوشنجي الكاتب الأديب له شعر بالعربية والعجمية وزر لأمير واسط ولغيره وكان والده من كبار الكتاب وكان هو يلبس القميس والشربوش على قاعدة العجم توفي سنة ثلث وتسعين وخمس ماية قال يرثي أزدق بن قماح : .
سقى الله أرضاً ضم أزدق عارضاً ... شآبيه منهلة كنواله .
فوالله لا جاد الزمان بمثله ... ولا برحت عين العلى عن خياله .
وقال : .
بتنا وشعارنا التقى والكرم ... والشمل بساحة اللقا ملتئم .
نشكو ونبث ما جناه الألم ... حتى يسم الصبح ولاح العلم .
وقال : .
ولما دعاني نحوكم حافز الهوى ... ونازعني وجد وغالبني ذكر .
وجدد يأسي حين صبري عدمته ... وطوح بي التذكار والشوق والفكر .
تطفلت والتطفيل عذر ذوي النهى ... على مثلكم مما يقول به العذر .
وقال : .
أبا حسن هل جاز في الحب قبلها ... لمستسلم من أن يطاح له دم .
يقاد على غير الرضا وهو مسلم ... فيلقى إلى كف العدى وهو مسلم .
قلت : شعر متوسط .
الخافجي الشاعر محمد بن صدقة بن السبتي أبو علي الخطاط المعروف بالخفاجي الشاعر مدح الناصر لدين الله وغيره وعاش إحدى وخمسين سنة وتوفي سنة اثنتين وعشرين وست ماية ومن شعره : .
ضعف الشقي بكم لقوة دايه ... وأذله في الحب عز دوايه .
أضحى يعالج دون رملي عالج ... حرقاً من الأحشاء حشو حشايه .
لم يقض من دنياه بعض ديونه ... وغرامه في العذل من غرمايه .
لم أنسه إذ زار زوراً والدجى ... متلفت والصبح من رقبايه .
رشأ إذا حاولت منه نظرة ... ودع فؤادك قبل يوم لقايه .
قسم الزمان على البرية حبه ... شطرين بين رجاله ونسايه .
لما أماط الحسن عنه لثامه ... ألقى عليه الصون فضل ردايه .
ومنه أيضاً : .
أتحسب أيها الحب الملول ... بأن هواك غيره العذول .
وتزعم أن قلبي عنك يسلو ... وحقك إن ذلك مستحيل .
وكيف يرى سلواً عنك صب ... قبيحك عنده حسن جميل .
رويدك إن حبك في فؤادي ... تزول الراسيات ولا يزول .
ألا من مبلغ عني سليمي ... سلاماً خانني فيه الرسول .
وما أدى أمانته لعمري ... وقال لسانه مالاً أقول .
قلت : هو شعر مقبول متوسط .
عز الدولة أبو المكارم محمد بن صدقة بن دبيس أبو المكارم عز الدولة كان شجاعاً ذكياً جواداً لما خرض كان أبوه سيف الدولة جالساً عنده فأتى بديوان ابن نباتة السعدي فأخذ محمد الديوان وفتحه فطلع ما صورته : وقال يعزي سيف الدولة في ابنه أبي المكارم محمد فأخذ بعض الجماعة الديوان من يده وفتحه ثانياً فخرج ذلك الشعر الذي قاله ابن نباتة من قصيدة : .
فإن بميا فرقين حفيرة ... تركنا عليها ناظر الجود داميا .
وحاشاك سيف الدولة اليوم أن ترى ... من الصبر خلواً أو إلى الحزن طاميا .
ولما أعدنا الصبر بعد محمد ... أتينا أباه نستفيد التعازيا .
فمات بعد يومين وجلس الوزير عميد الدولة في داره للعزاء ثلاثة أيام وخرج له قايماً وبعص الخليفة قاضي القضاة أبا الحسن ابن الدامغاني إلى حلة سيف الدولة رسالة من الخليفة يعزيه وكانت وفاة محمد المذكور سنة ثلث وتسعين وأربع ماية .
محمد بن صدقة المرادي الاطرابلسي من اطرابلس الغرب قال الزبيدي : كان عالماً باللغة شاعراً متقعراً في كلامه جداً دخل يوماً على أبي الأغلب ابن أبي العباس بن إبراهيم بن الأغلب فتكلم وأغرب حتى جاوز الحد فقال له أبو الأغلب : أكان أبوك يتكلم بمثل هذا الكلام ؟ فقال : نعم أعز الله الأمير وأميه يريد وأمي أيضاً فقال الأمير : وما ينكر أن الله يخرج بغيضاً من بغيضين .
قاضي بلش محمد بن الصقر أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال : كان المذكور قاضياً بحصن بلش رأيته بها وقد أجازني بخطه كان له نظم وكان شيخاً ساكناً عاقلاً لم يزل قاضياً ببلش السنين الطويلة إلى أن توفي بها أنشدني أبو القسم لنفسه :