تَعِسَ القياسُ فللغَرام قضيةٌ ... ليست على نهج الحِجَى تنقادُ .
منها بقاء الشوقِ وهو بزَعمهم ... عَرَضٌ وتَفَنى دُونه الأجسادُ .
ويقال إنهما لابن الدّهان ناصح الدين ولابن التلميذ : .
أكثرتَ حَسوَ البَيض حتّ ... ى يستقيمُ قيامُ أيرِك .
مالا يقومُ بِبَيضتَي ... ك فلا يقوم ببيضِ غيرِك .
وله أيضاً : .
بزجاجتين قطعتُ عمري ... وعليهما عوّلتُ دهري .
بزُجاجة مُلِئتْ بحِبرٍ ... وزجاجةٍ مُلِئت بخمر .
فبذي أُثبِّتُ حِكمتي ... وبذي أُزيلُ هُمومَ صدري .
ابن عصفور الحنبلي .
هبة الله بن صدقة بن هبة الله بن ثابت بن الحسن بن سعدٍ الصائغ أبو البقاء الحنبلي المعروف بابن عصفور البغدادي طلبَ الحديث بنفسه وكتب بخطه وقرأ على المشايخ وسمع الكثير من أبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وابي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السّلال الورّاق وغيرهم وكان شيخاً حسناً يفهم شيئاً من العلم ويجمع ويؤلف وتوفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وصنّف رداً على الرافضة وفي الردّ على أبي الوفاء بن عقيلٍ في نُصرة الحلاَج .
ابن الزبير رئيس الأطباء الشافعي .
هبة الله بن صدقة بن عبد الله بن منصور الطبيب العالم نفيس الدين ابن الزبير الكَولمي ولد بأُسوان وبرع في العلم الطبيعي وولي رياسة الأطباء بمصر وكان فيه عدالةُ وله نَظَر في مذهب الشافعي وروى عنه المنذري والدمياطي وجماعة وتوفي سنة اثنتين وأربعين وستمائة حُكِيَ أن العاضد قال له : عندي جارية تحتاج إلى الفصد وهي لا تحتمل أن ترى الحديد وقد قَلقتُ فيأمرها قال : فقلت : عن إذن مولانا أحتالُ في ذلك قال : قد أذِنتُ لك في ذلك فخبأتُ في فمي مبضعاً لطيفاً وأخذت يد الجارية وقلت : لا عليكِ أجس نَبَض العِرق فجسستُ ثم أومأتُ إلى تقبيل يدها ففصدتُ العرق وهي لا تشعُر والمبضع في فمي على حاله فأعجب ذلك العاضد وأمر لي بخلعة وكنتُ إذ ذاك مراهقاً وهو من ولد ابن الزبير الشاعر توفي بعد الثلاثين وستمائة .
هبة الله بن عبد الله أبو الحسن .
هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن السِّيبيّ أبو الحسن من أهل قصر هُبية استوطن بغداد وسمع بها من أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بِشران وقرأ الأدب وحصّل منه طرفاً حسنا ورتِّب مؤدبا للإمام المقتدي وكان ولي عهدٍ صغيراً وحدث باليسير وروى عنه أبو القاسم السَمَرقَندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة .
سألتُ الثمانين من خالقي ... لما جاء فيها عن المصطفَى .
فبلَّغنيها وشكراً له ... وزاد عليها وقد نَيَّفا .
أبو القاسم ابن الشروطي .
هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله أبو القاسم الواسطي ابن أبي محمد الشروطي سمع الكثير من الشريفَين أبي الحسن محمد بن علي بن المهتدي وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المُسلِمة وأبي بكرٍ أحمدَ الخطيب وغيرهم وكتب بخطه الجيدّ كثيراً وكان كثير الضبط وحدث بالكثير على استقامةٍ وحسن طريقةٍ وكان خيّراً فاضلاً ديناً ثقةً صدوقاً وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ومن شعره : .
ما زلتُ أبكي على إلفٍ فُجعتُ به ... قد كان أنفعَ من وَرقٍ ومن عَينِ .
ففاض دَمعي على خَدَّيَ مبتدراً ... كأنه فاض من نهرٍ ومن عين .
وقلتُ للعين جُودِي بعده بِدَمٍ ... ولا تَضِنِّي فَدتِك النفسُ من عينِ .
الخطيب النقيب