هبة الله بن الحسن بن محمد بن الفضل بن إسماعيل بن يونس بن المشمعل بن عبد الله بن الأسود يبنتهي إلى بكر بن وائل أبو بكر بن العلاف الأديب النحوي من أهل شيزار سمع حماد بن مُدرِك وإبراهيم بن حُميد وأحمد بن الأعز ومحمد بن جعفر وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفارسي وطبقتهم وسمع منه الحاكم وتوفي بشيزار في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وهو ابن نيف وتسعين سنة وذكره الثعالبي وكان يمثل بابن فارسٍ وابن خالَوَيه ومن شعره : .
يا خَرِبَ القلب عامِر البدن ... نمتَ وغَرَّتك صحة البدنِ .
لقد تراخيتَ عن فلاحك ما ... ارخَت لك الحادثاتُ في الرَّسَن .
لا إن تقصَّرتَ في القبيح ولا ... محَوتَ بعض القبيح بالحَسَن .
تفطّن الذرُّ في المعاش ولا ... تصلح أمرُ العِباد بالفِطَن .
ابن المؤذي .
هبة الله بن السين بن تغلب علي بن آدم الأسدي الواسطي التاجر أبو محمد وقيل ابو القاسم كان أبوه يُنبَز بالمؤذي فقُلِعت عينهُ في الشر فقال : أنا المؤذي وكان ابنه هذا لا يكتب إلا ابن المؤذا بالألف قال الشعر بعد ثلاثين سنة وسلك طريق ابن الحجاج في المُجون طوف البلاد ما بين العراق وأذربيجان وديار مصر وحكى عن أبي محمد الحريري صاحب المقامات وروى عن أبي الحسن بن أبي الصقر الواسطي شيئاً من شعره وروى عنه أحمد بن علي بن المعبّى البصري وأبو طاهر السِلفي وأبو القاسم ابن عساكر ومن شعره : .
قالوا تسل وخلِّ عنه ... فقد تلقاك بالصُّدودِ .
فقلت لا حلتُ عن هواه ... ومقتضَى الوُدّ والعُهود .
عسى زمان الوصال يأتي ... فيُبذل النَحس بالسعود .
ومنه .
يا مُبلِسي ثوبَ الضنَى ... ومجرّعي غُصَصَ التجني .
ما التذّ قلبي بالوصا ... ل كما اشتفى الهِجران منّي .
ومنه : .
سَواءً صَدّ أو وَصَلا ... أُخالِف فيه مَن عَذَلا .
وأُغضي فيه مجتهدا ... وأرضى بالذي فَعَلا .
ومن صحَّت محبّتُه ... وحُمِّلَ مُعظماً حَمَلا .
وداري فوق طاقته ... أذى المحبوب واحتَمَلاَ .
قلت شعر متوسط على ما فيه .
الوزير كمال الملك .
هبة الله بن الحسين بن علي بن عبد الرحيم ابو المعالي كمال الملك الوزير أخو الوزير عميد الملك أبي سعدٍ محمد كان كاتباً سديداً عارفاً بأحوال الجند وسياستهم ولي الوزارة للملك جلال الدولة اتبي طاهر بن أبي نصر بن عضد الدولة بن بُويَه مرتين الأخيرة منهما سبع سنين ثم ولي الوزارة للملك أبي كاليجار بن أبي شجاع بن أبي نصر بن عضد الدولة ثم لابنه أبي نصر وقام بالبيعة له وفتح له البلاد إلى شيزار وحصل له أموالاً عظيمةٌ وجرى على يده تخليطٌ عظيم وفشت المصادرات في أيّامه وكان يميل إلى الدين والخير فلما حصل بالأهواز تغيرت أخلاقه إلى الشرّ والأذى وهلك في الوقعة بين صاحبه الملك أبي نصرٍ وأخيه أبي منصور بن أبي كاليجار بالأهواز سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وعمره ثلاث وخمسون سنة قال أبو القاسم بن مرشدٍ فرّاش الملك أبي كاليجار : وصلتُ إلى الطيب بعد الهزيمة ونزلتُ ونزلتُ المشهد هناك فحدثني إمام الموضِع أنه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المنام وكان الناس حوله فسلّمتُ عليه وقلت : ما صنع أبو المعالي ابن عبد الرحيم ؟ فرفع راسَه إليَّ وقطَّب في وجهي وقرأ : مما خطاياهم أُغرِقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دونِ الله أنصاراً قال : فعجبتُ من الرؤيا ولم نكن عِلمنا بهلاكه ثم انتشر الخبر وظهر أنه عبر يومَ الهزيمة يروم المخاضَ فغاص في الصندوق بدجلة الأهواز فهلك هناكُ وامتدحه الشريف المرتضى بقصيدتين وجهزّهما إليه وأوَل الواحدة منهما : .
لم يبق لي بعد المَشيب تصابي ... ذهب الشباب وبعده اطرابي .
فاليوم لا أرجو وصالَ خريدة ... عندي ولا أضخشَى صُدودَ كِعابِ .
منها : .
عُج بالوزير أبي المعالي أَيُنقي ... واجعَل إليه مَعقِلي وغيابي .
لي من وِدادِك واصطفائك رُتبةٌ ... حسَبٌ أتيه به على الأحساب