الأندلسي وسمع من الشريف أبي القاسم علي بن إبراهيم بن العباس العَلَوي وأبي طاهر بن الحِنائي وأب الفرج غيث بن علي الصوري وغيرهم وقرأ الفقه على أبي الحسن علي بن المسلم ونصر الله بن محمد المصيصي وقدم بغداد سنة عشرٍ وخمسمائة وعلق دَرس الخلاف على أسعد الميهَني وقرأ أصول الفقه على أبي الفتح بن برهان وأصول الدين على أبي عبد الله القيسراني وسمع هناك على أشياخ العصر وسمع بالكوفة ومكة بعد ما حجّ ورجع إلى بغداد ثم عاد إلى دمشق وصار معيداً لشيخه علي بن المسلم بالمدرسة الأمينية ثم إنه درس بالغزالية بالجامع الأموي وأفتى وحدث واعتنى بعلوم القرآن والنحو واللغة وحصّل النسخ وتوريقاً وشِراءً وكان فاضلاً ظريفاً مطبوعاً كيّساً عشيراً حريصاً على طلب العلم وكتبه مبذولة للمسَفِيدين والغرباء ولم يزل يكتب ويصحح إلى أن مات C تعالى .
ابن الدوامي .
هبة الله بن الحسن بن الدوامي أبو المعالي أحد الأعيان ولي حاجب الحجاب لديوان الخلافة ببغداد في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة وعُزل في خامس عشر صفر سنة ستمائة ثم وَلي النظر بديوان الزمام في خامس عشر صفر سنة اثنتي عشرةَ وعزل في تاسع رجب سنة أربع عشرة وسمع الكثير في صباه من تجني الوَهبانية وسمع كثيراً من كتب الأدب ودواوين الشعر من القاضي أحمد بن علي بن هبة الله بن المأمون وكان صدوقاً كثير الصلاة والصيام والصدقة والمحبة لأهل الخير وداره مجمع أهل الفضل وتوفي سنة خمس وأربعين وستمائة .
أبو نصر الكاتب ابن الموصلايا .
هبة الله بن الحسن أبو نصرٍ تاج الرؤساء الكاتب ابن أخت أبي سعدٍ بن الحسن بن الموصلايا الكرخي كان نصرانياً فأسلم مع خاله في أيام الإمام المقتدي سنة أربع وثمانين وأربعمائة وحسن إسلامه وكان كاتباً جليلاً بليغاً له معرفة بالأدب ويكتب جيداً وكان ينظِم ويترسل وله عقل راجح وله كتابة الإنشاء بعد موت خاله سنة سبع وتسعين وأربعمائة وناب في الوزارة أسبوعاً واحداً وتوفي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ودفن في تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في باب ابرَز وكان لم يكتب كتاباً بمسودة ومن شعره لغز : .
ومنكوحٍ إذا ملكَته كفٌّ ... وليس يكون في هذا مِراُ .
له عينٌ تخَلَّلها ضياءٌ ... فإن كُحِلَت فبالكُحل العماء .
تظَل طليعةً للوَصل صَوناً ... ولِلحامي بزَورته احتماء .
فقد اوضحتُه وأنبتُ عنه ... فَفَسِّره فقد بَرِحَ الخَفاء .
أبو الحسن الحاجب .
هبة الله بن الحسن أبو الحسين الحاجب ذكره كمال الدين ابن الأنباري في كتاب النحويّين ومات فجأة سنة ثمان وعشرين واربعمائة وكان من أفاضل الشعراء ومن شعره : .
يا ليلةً سَلَكَ الزَّمَا ... نُ بطِيبها في كلِّ مَسلَك .
إذ أرتَقي رِدفَ المَس ... رة مُدركاً ما ليسَ يُدرَك .
والبَدرُ قد فَضَح الظلاَ ... م فسِترُهُ فيه مُهتك .
وكأنما زهرُ النجو ... م بلمعِها شُعَلٌ تَحَرَّك .
والغيم أحياناً يمو ... ج كأنه ثوبٌ مُفَرّك .
وكأنّ تجعِيدَ الريا ... ح بدِجلةٍ ثوبٌ ممسّك .
وكأنّ نَشرَ المِسك يَن ... فحُ في النسيم إذا تحرك .
وكأنما المنثور مص ... فرّ الندى ذهبٌ مُشبَّك .
والرَّوضُ نَفسي أن أَقو ... م بشرطها والشرط أملَك .
حتى تَوَلى الليل مُن ... هزِماً وجاء الصُّبحُ يَضحَك .
واهاً لنا لو أننا ... في ظِل طيب العيش نُترَك .
والمرءُ يُحسَب عُمرُه ... فإذا أتاه الشيبُ فَذلَك .
ابن العلاف الشيرازي