لها ناظرٌ يا حيرةَ الظبي إِذ يَرى ... به كَحَلا ناداه يا خَجلة الكُحل .
وأَثقلَها الحسنُ الذي قد تكاثرَت ... ملاحتُه حتَّى تَثَنَّت مِنَ الثَّقل .
وإِني لأَبكِي وهي تبكي تَطَرُّباً ... جعلتُك من هذا التَّطرُّب في حِلِّ .
إذا استحسَنُوا في وردةٍ دمعةَ الحيا ... فَما نَظَروا في خدِّها دمعةَ الدَّلِّ .
وإنَّ فمي مُغرىً بفيها لأَنَّه ... رحيمٌ به أَنَّ الفطامَ أخو الثُكل .
ووَصلٌ تولَّى أَدمج الدَّهرُ ذِكرَه ... كما أُدمِجَت في منطقٍ أَلِفُ الوَصل .
تَقضَّى فجسمي في أواخرَ مِن ضَنىً ... عليه وعقلي في عَقَائلَ مِن خَبلِ .
سأمنعُ عَيني كُلَّما يمنعُ البكا ... عليه وأُسلي القلب عَن كُلِّ مَا يُسلِي .
وأُغلِقُ بابَ العِشقِ عنِّي فإنني ... جهلتُ إِلى أن صارَ باباً بِلا قُفلِ .
فبدرُ الدُّجى أَشهى إِليَّ من الخَنَا ... وأَقبحُ في عينِ الكريمِ منَ البُخلِ .
ومن عرفَ ألأيَّام مثلي فإنَّه ... يعيشُ بلا حبٍّ ويحيَّا بِلا خِلِّ .
وقال أيضاً : .
ليلَ الحمى بات بَدري فيكَ مُعتَنِقي ... وبات بدرُك مرِميا على الطُّرُقِ .
شتَّان ما بين بدرٍ صِيغَ من ذهبٍ ... وذاكَ بدري وبدرٍ صِيغَ من بَهَق .
زار الحبيبُ وبدرُ التَّم في كمدٍ ... بادٍ عليه وغصنُ البان في قَلَق .
يمشي على خَدِّ مَن يَهوَى وأَدمُعه ... تهمِي فسبحان منجِيه من الغَرَقِ .
وقبل ذا كان طيفاً من تكَبُّرِه ... فإِن سرى كان مَسراه على الحَدَق .
وبات باللَّثم تَحت الختم مَبسِمُه ... والصَّدرُ بالضَّم تحتَ القُفل والغَلَق .
وعِفتُ طيفي لما جاءَ سيِّدُه ... يا عينُ عَفيِّ طريقَ الطَّيفِ بالأَرَق .
يا عاذلي فيه أمَّا خدُّه فَنَدٍ ... كما تراهُ وأَما ثغره فَنَقي .
وما جفونك تلويها على سَهَري ... ولا ضلوعُك تطويها على حُرَقي .
تريدُني خارِجياً عن مَحَبَّتِه ... أَنَّى وبيعةُ ذاك الحُسنِ في عُنُقي .
يا صاحبَ الحسن لا تَعجل بفُرقَتِنا ... فما رمَقتُك إلاَّ آخِر الرَّمقِ .
وساتراً ليَ عينَيه بارحَتِه ... ليتَ الضَّنَى لِيَ مسروقاً من السَّرَق .
ونكهة لك تُحيي نفسَ ناشِقها ... بمسترقٍّ من الفِردَوس مُسترَق .
جاءَ الغَرامُ وهذا الحسن في قَرنٍ ... والغيثُ يَهمي ونور الدين في طَلَق .
وقال : .
باتَت مُعانِقَتي ولكن في الكَرى ... أَتُرى دَرَى ذاكَ الرَّقيبُ بما جَرى .
ونَعم دَرى لَمَّا رأى في بُردَتي ... رَدعاً وشمَّ مِن الثِّيابِ العَنبَرا .
طيفٌ تخطَّى الهولَ حتَّى يَشتري ... بيتَ الحَشَا وقد اشتَرى وقد اجتَرا .
ما زارَ إِلاَّ في نَهارِ جَبينهِ ... فأقولُ سَار ولا أقولُ له سَرى .
بأَبي وأُمي من حَلَمتُ بذكرها ... لما انتبهتُ ومُذ رَقَدتُ تَفَسَّرا .
عُلِّقتُها بيضاءَ سمراءَ اللَّمى ... أَسمعتَ في الدُّنيا بأَبيضَ أَسمَرا .
ومِن العَجَائِب أَنَّ ماءَ رُضابِها ... حُلوٌ ويُخرج حين تبسِمُ جَوهَرا .
إِني لأَعشَقُها وما أَبصَرتُها ... فالشَّمسُ يمنعُ نورَها أَن تُبصرا .
أيَروعني في كُلِّ وقتٍ نهدُها ... فغذا اعتنقنا خِفتُ أن يتكسرا .
أشكو إِليها رِقَّتي لِترقَّ لي ... فتقول تطمَع بي وأنت كما تَرى .
وإذا بكيتُ دماً تقولُ شمت بِي ... يومَ النَّوى فصبغتَ دمعَك أحمَرا .
من شاءَ يمنحها الغَرامَ فدونَه ... هَذي خَلائِقُها بتخيير الشَّرا