أمِن جذوة بالفخذ منك تباشرت ... عداك ولا عارٌ عليك ولا وقرُ .
وإن أمير المؤمنين وجُرحَه ... لَكالدّهرِ لا عارٌ بما فعل الدّهر .
ومات شمعلة بعد مدة طويلة من الجُرح فقال الأعشى : .
ألا يا بني مروان هل تُوفينَّكم ... قُروضكم من قبل أن يأتي الحشر .
أتنسى إذا ما لم تنلكم كريهةٌ ... ونُدعى إذا ما هُزهز الأسَل الحمر .
ألم يك غَدراً ما فعلتم بشمعلٍ ... وقد خاب مَن كانت سريرته الغَدر .
أجدكم لا ترهبون كتائبا ... بلَملَم دعواها الأراقم والنمر .
فإن تكفروا ما قد علمتم فطالما ... أُتيحَ لكم قسراً بأسيافنا النصر .
فاُقسِم إن حربٌ عوانٌ تلقّحت ... وحان من الناس التنمُّر والحظر .
لنحن عليكم لا لكم أن عثرتُمُ ... من الصَرعة الأولى إذا قُضي الأمر .
وكم قد دفعنا عنكم من مُلمةٍ ... ولكن أَبيتُم لا وفاءٌ ولا شُكر .
ألم نكفِكم قيساً وقيسٌ مهيبة ... زبيرية قلباً حواجبها صُعر .
فما أقبلَت للسِّلم حتى تمرَّست ... بها السرة الحصداء والعدَدُ الدثر .
ونحن قتلنا مصعباً قد علمتُمُ ... بمسكن يوم الحرب أبنائها حَصر .
فما رب ذاك الفضل كاسر عينه ... هشامٌ ولا عبد العزيز ولا بشر .
قال ابن حبيب : فبعت إليه بشر بن مروان خاصةً فأرضاه ووصله وكساه وحمله على فرس جوادٍ فقال يمدحه : .
متى يقولوا أبو مروان سيدنا ... وخيرُ مَن يُرتجى بَشَر فقد صدَقوا .
هو الجوادُ قديماً كان سابقهم ... حتى أقروا ولو لم يُنزعوا سُبِقوا .
وكان الوليدُ بن عبد الملك محسناً إليه فلما وَليَ عمر بن عبد العزيز وفد عليه مع الشعراء فلم يعطه شيئاً وقال : ما أرى للشعراء في بيت المال حقاً ولو كان لهم حق ما كان لك لأنك امرؤ نصراني فقال : .
لَعمري لقد عاش الوليد حياتَه ... إمامَ هُدى لا مستزادٌ ولا نَصرُ .
كأن بني مروانَ بعد وفاته ... جلاميدُ لا تندَى وإن بلّها القَطر .
الإمام أبو حنيفة Bه