القاضي جمال الدين الحموي محمد بن سالم بن نصر الله بن سالم بن واصل القاضي جمال الدين قاضي حماة الشافعي الحموي أحد الأيمة الأعلام والد بحماة ثاني شوال سنة أربع وست ماية وعمر دهراً طويلاً وتوفي سنة سبع وتسعين وست ماية وبرع في العلوم الشرعية والعقلية والأخبار وأيام الناس وصنف ودرس وافتى واشتغل وبعد صيته واشتهر اسمه وكان من أذكياء العالم ولي القضاء مدة طويلة وحدث عن الحافظ زكي الدين البرزالي بدمشق وببلده وتخرج به جماعة وما زال حريصاً على الاشتغال وغلب عليه الفكر إلى أن صار يذهل عن أحوال نفسه وعمن يجالسه ولما مات يوم الجمعة رابع عشرين شوال من السنة المذكورة دفن بتربته بعقبة بيرين عن أربع وتسعين سنة وصنف في الهيئة وأجاب الأنبرور عن مسايل سأله إياها في علم المناظر وله تاريخ واختصر الأغاني وله غير ذلك وقيل أنه كان يشغل في حلقته في ثلاثين علماً وأكثر وحكى الشيخ شمس الدين محمد بن الأكفاني عنه غرايب من حفظه وذكايه وكذلك الحكيم السديد الدمياطي وغيره وله مفرج الكروب في دولة بني أيوب وحضر حلقته نجم الدين الكاتبي المعروف بد بيران المنطقي وأورد عليه أشكالاً في المنطق أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظة قال : قدم المذكور علينا القاهرة مع المظفر فسمعت مه وأجاز لي جميع رواياته ومصنفاته وذلك بالكبش من القاهرة يوم الخميس التاسع والعشرين من المحرم سنة تسعين وست ماية وله مختصر الأربعين وشرح الموجز للأفضل وشرح الجمل له وهداية الألباب في المنطق وشرح قصيدة ابن الحاجب في العروض والقوافي والتاريخ الصالحي ومختصر الأودية المفردة لابن البيطار وهو من بقايا من رأيناه م أهل العلم الذين ختمت بهم الماية السابعة وأنشدنا لنفسه مما كتب به لصاحب حماة الملك المنصور ناصر الدين محمد بن المظفر : .
يا سيداً ما زال نجم سعده ... في فلك العلياء يعلو الأنجما .
إحسانك الغمر ربيع دايم ... فلم ير في صفر محرما .
المالكي محمد بن سحنون بن سعيد التنوخي الفقيه المالكي القيرواني كان حافظاً خبيراً بمذهب مالك عالماً بالآثار ألف كتابه المشهور جمع فيه فنون العلم والفقه وكتاب السير وهو عشرون كتاباً وكتاب التاريخ وهو ستى أجزاء والرد على الشافعي وأهل العراق وكتاب الزهد والأمانة وتصانيفه كثيرة ورثاه غير واحد من الشعراء وتوفي في عشر السبعين والماتين .
المتوكل المحدث محمد بن أبي السري المتوكل العسقلاني روى عنه أبو العلاء عن ابن معين أنه ثقة وقال ابن عدي : كثير الغلط وذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة ثمان وثلثين وماتين .
ابن السراج النحوي محمد بن السري البغدادي النحوي أبو بكر ابن السراج صاحب المبرد له كتاب الأصول في النحو مصنف نفيس شرحه الرماني وشرح ابن السراج سيبويه وله احتجاج القراء والهواء والنار والجمل والموجز والاشتقاق والشعر والشعراء كان يلثغ بالراء غيناً أملى يوماً كلاماً فيه لفظة الراء فكتبوها الغين فقال : لا بالغين بل بالغاء ! .
وجعل يكرر ذلك وكان يهوى جارية فجفته فاتفق وصول الإمام المكتفي من الرقة في تلك الأيام فاجتمع الناس لرؤيته فلما رآه ابن السراج استحسنه وأنشد أصحابه : .
ميزت بين جمالها فعالها ... فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي .
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا ... فكأنما حلفت لنا أن لا تفي .
والله لا كلمتها لو أنها ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي .
فأنشدها أبو عبد الله محمد بن اسمعيل بن زنجي الكاتب لأبي العباس ابن الفرات وقال : هي لابن المعتز وأنشدها أبو العباس للقسم بن علد الله بن طاهر فأمر له بألف دينار فوصلت إليه فقال ابن زنجي : ما أعجب هذه القصة يعمل أبو بكر بن السراج أبياتاً تكون سبباً لوصول الرزق إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قلت : هذه الأبيات في غاية الحسن ومع لطفها وحسن ما فيها من الاستطراد جاء فيها لزوم التاء قبل الفاء وقد تداولها الناس وملأوا بها مجاميعهم واشتهرت إلى أن قال ابن سناء الملك : .
وملية بالحسن يسخر وجهها ... بالبدر يهزأ ريقها بالقرقف .
لا أرتضي بالشمس تشبيهاً لها ... والبدر بل لا أكتفي بالمكتفي