ما بين رامةَ والعقيق ديارُ ... كانت وكان بها الهوى ونَوارُ .
دَرَسَت على مرّ الزمان كأنما ... آثارُها من رَيطةٍ آثار .
لم يبقَ إلا من أوارٍ ما بدتْ ... إلا بدا فوق القلوب أُوار .
عَهدي بها قبل الشباب وما غَدَت ... من أهلها الغادين وهي قِفار .
والدهر ما صَدَعَ الجميع وظلنا ... ضالُ النقا وظباءُها السُمار .
والأرض قد حكت السماء بأنجم ... في روضة نَجمَت بها الأزهار .
والطلُّ يستبكي الربيعَ جفونَه ... فإذا بَكى يتضاحَك النُّوار .
والدَوحُ تهصره الصَّبا بعليلها ... فإذا أمادت وُرقَه الأوكار .
تشدو وتنشدنا القِيان مُناسِباً ... نَغَمَ الكِران ويَصخَب المِزمار .
فتُصَّفِق الأغصان ما بين الغِنا ... بيد النسيم وترقص الأشجار .
وشرابنا كرمية الاعراق بل ... كرمية الأخلاق بل بكر الخنا معطار .
كالتبر قد نُثر اللجين فُوَيقة ... الياقوت في ماءٍ عليه نار .
راحٌ بها روح القلوب وبُرءُها ... من عقرِ سيف الهمّ وهي عُقار .
يغدو بها عَبل الروادف ... ما انثنى إلا ثنى الأكباد وهي حرار .
قمرٌ على غصنٍ على دِعصٍ وهل ... هذي الصفاتُ تحوزها الأقمار .
لبس العذار فظل يُخلع دائماً ... فيه العذارُ وتلبَس الأعذار .
يجري غِرار السيف منه إذا ... رنا لحظٌ له مني الرُّقاد غرار .
وكأن حُمرةَ وجنتيه إذا بدا ... وأسيلَ خَدٍّ سال فيه عذار .
وَردٌ على طَلعٍ وخيط بنفسجٍ ... متنطق بنضيده ومُدار .
كم شدّ زناراً لديه مُسلِمٌ ... ولهاً ولم يُحلَل له زُنار .
فسقى لُيَيلاتٍ مضين بهذه ال ... أوطان كم قُضِيت بها أوطار .
دِيَمٌ تُديم الانسكاب كأنها ... نَعَمٌ يجود بها الغياثُ غِزار .
قلت : شعرٌ جيدٌ منيعٌ .
ابن المَنّي الحنبلي .
نصر بن فتيان بن مطهَّر النهرواني ناصح الدين أبو الفتح الفقيه الحنبلي المعروف بابن المَنّي قرأ الفقه على أبي بكرٍ أحمد بن محمد الدَّينُوري ولازمه حتى برع في المذهب والخلاف وصار من الأئمة المشار إليهم في العلم والزهد ودرّس بمسجده برأس درب السيّدة وقصده الطلبة من البلاد وتخرّج به جماعة من الفقهاء وكان ورعاً كثير العبادة حسنَ السَمت على منهاج السَّلَفِ أضرّ في آخره عمره وطرِش فكان لا يُبصِر ولا يسمع وهو يدرس الفقه إلى حين وفاته سمع من أبي بكرٍ عمر بن علي بن الزنف المقرىء وأبي المعالي أحمد بن علي بن طاهر وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحُصين وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء والبارع أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني وأبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال وغيرهم ولما مات سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة حضر جنازته خلق كثير وتولى حفظ جنازته جماعة من الأتراك خوفاً من العوام وجُعل على قبره مَلبَنٌ من الخشب المنقوش بضَبات الصُفر والناس يتبركون بقبره .
الأمير البويهي .
أبو نصر بن فَيروزجُرد الأمير بن جلال الدولة أبي طاهر بن بُويَة هو آخر من ركب الخيل من بني بويه كان السلطان ملكشاه قد أقطعه المدائن وغيرها فهرب والتجأ إلى سيف الدولة ابن مزيَد فأعرض عنه فتنقل في البلاد وأضمرته الأرضُ وعُدِم في سنة تسعين وأربعمائة .
أبو الليث الفرائضي الحنفي .
نصر بن القاسم أبو الليث الفرائضي الحنفي البغدادي كان ثقةً علاّمةً بصيراً بقراءة أبي عمرو توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة .
أبو الفضل الصوفي الطوسي