نصر بن سلمان بن عمر الشيخ الإمام القُدوة المقرىء المحدث النحوي الزاهد العابد القانت الرباني بقيَّة السَّلف المنبجي نزيل القاهرة وشيخها ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة بمنبج وتوفي سنة تسع عشرة وسبعمائة وسمع بحلب من إبراهيم بن خليل وبمصر من الكمال الضرير وتلا عليه بعدة كتب وعلى الكمال بن فارس وتصدر في أيام مشايخه وشارك في العلوم وتفنن ثم إنه تعبد وانقطع وتردد إليه الكبار وكان يهرب منهم وارتفع ذكره جداً في دولة تلميذه الجاشنكير وكان يؤذي الشيخ تقي الدين بن تميمة قال ابن أخته الحافظ عبد الكريم : ما دخلتُ عليه قط إلا وجدته مشغولاً بما ينفعه في آخرته وكان يتغالى في ابن عربي ولا يخوض في مُزمناته قال الشيخ شمس الدين : ولقد جلست معه بزاويته وأعجبني سَمتُه وعبادتُه .
الليثي النحوي .
نصر بن عاصم الليثي كان فقيهاً عالماً بالعربية قرأ القرآن على أبي الأسود وأبو الأسود قرأ على علي بن أبي طالب وكان يُسنِد إلى علي بن أبي طالب Bه في القرآن والنحو وتوفي سنة تسع وثمانين للهجرة في أيام الوليد بن عبد الملك وقال ابن سلام : أخذ نصر بن عاصم النحوَ عن يحيى بن يَعمُر العَدوانيِّ وله كتاب في العربية وقال غيره : أخذ عنه أبو عمرو ابن العلاءِ والناس وكان على رأي الخوارج ثم تركهم وقال : .
فارقتُ نجدةَ والذينَ تَزرقوا ... وابنَ الزُّبير وشَيعَةَ الكذَّاب .
وهَوَى النجاريِّين قد فارقتُهم ... وعطية المتجبر المُرتاب .
والصفر الآذان الذين تخيروا ... دنيا بلا نَقدٍ ولا بكتاب .
وقال أبو داود السجستاني وغيره : هو أول من وضع النحوَ وروى عن مالك بن الحُيرث وأبي بكرة الثقفي وروى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة .
قاتل الظافر والعادل العُبيدي .
نصر بن عباس أبي الفتوح بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس تقدم ذكر أبيه أبي الفضل عباس في مكانه وفيه طرف من ذكر ولده هذا ونصر هذا هو الذي قتل العادل علي بن السلار وزير الظافر ودسه أبوه أيضاً على أن قتل الظافر إسماعيل بن عبد المجيد العُبيدي وكان نصرٌ مليح الوجه وكان الظافر يحبه ويتعشقه ويميل له فقال له أبوه عباس : قد اسود عرضُنا بالظافر فاقتله فقتله على ما هو مذكور في ترجمة الظافر وولده الفائز عيسى ولما حضر الصالح رُزيك بن مُنيةِ بني خَصيب هرب عباس وولده نصر وأسامة بن منقذ فخرج الفرنج من عسقلان عليهم وقتلوا عباساً وجهَّزوا نصراً إلى القاهرة في قفص حديد فضُرِب بالسياط وقطعت يده اليمنى وقُرّض جسمه بالمقاريض وصُلِب على باب زويلة ثم إنه أُحرقت جثته وأمره مُستوفىً في ترجمة العادل علي بن السلاّر والفائز عيسى بن إسماعيل فيُطلب هناك وكان قتله سنةَ إحدى وخمسين وخمسمائة .
نصر بن عبد الله .
تاج الرؤساء الرَّحَبي الكاتب .
نصر بن عبد الله بن نصر بن الخلال أبو منصور الكاتب المعروف بتاج الرؤساء من أهل رحبة مالك بن طَوق وهو ابن أخت سعد الله بن صاعد الرحبي مضى هو وخاله إلى مصر وحصل له هناك مالٌ جمٌّ وتنقلت به الأحوال في الأسفار وخدَم أصحاب الأطراف كتاج الدولة تُتُش وشرف الدولة مسلم بن قريش وقَسِيم الدولة آقسنقر صاحب حلب وغيرهم وقدم بغداد ولما قدم بركيارُوق رد إليه الاستيفاء وخرج معه إلى الجبل ولما كُسر عاد إلى بغداد ووّلِي الإشراف بديوان الزمام النظر به ثم عُزل وقبض عليه سنة ست وتسعين واربعمائة .
الواعظ القُرّائي