نزلت بأقوام خماص بطونهم ... وأنت بطين والبرية جوع .
سوى عصبة كانوا من الفيء مرة ... فصار لهم ما في البرية أجمع .
تقوم إذا ما قمت تشفع خطبة ... تشقق فيها والدموع تربع .
كأنك صياد تسيل دموعه ... من القر والصياد يفرى ويقطع .
يجذ رقاب الطير من غير رحمة ... وعيناه من برد العشية تدمع .
فأنت كذاك اليوم يا شر عامل ... رأينا على أعوادها يتخشع .
تزهد في الدنيا وأنت بنهبها ... ملح على الدنيا تكد وتجمع .
وقال يهجو شريكا القاضي : .
وليت أبا شريك كان حياً ... فيقصر حين يبصره شريك .
ويقصر من تدريه علينا ... إذا قلنا له هذا أبوك .
ابن زيد .
محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب روى عن سعيد بن زيد وابن عباس وجده وروى له الجماعة وثقة أبو حاتم وغيره توفي سنة عشر وماية .
صاحب طبرستان محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان لما بلغه أسر عمرو بن الليث الصفار خرج من طبرستان في جيش كثيف نحو خراسان طامعاً فيها ظناً أن اسمعيل بن أحمد لا يتجاوز عمله بما وراء النهر فلما وصل إلى سجستان كتب إليه اسعميل يقول : إن أمير المؤمنين قد ولاني خراسان فارجع ولا تتعرض إلى ما ليس لك ! .
فأبى فدعا اسمعيل محمد بن هرون وكان خليفة لرافع بن هرثمة في أيام ولاية رافع خراسان فقال له سر إلى محمد بن زيد فسار إليه والتقيا على باب جرجان فكانت الدبرة أولاً على محمد بن هرون ثم رجع عليهم فهزمهم وقتل من أصحاب ابن زيد خلق كثير وباشر محمد بن زيد القتال بنفسه ووقع في وجهه ورأسه ضربات كثيرة واسر ابنه زيد وحوى ابن هرون ما كان في عسكره ثم مات محمد بن زيد بعد هذه الوقعة بأيام ودفن على باب جرجان وحمل ابنه زيد بن محمد إلى اسمعيل بن أحمد وسار محمد بن هرون إلى طبرستان وكان موته سنة سبع وثمانين وماتين وكان إبراهيم بن المعلى يقول : كنت أحترس من محمد بن زيد إذا امتدحته لعلمه بالأشعار وحسن معرفته بتمييزها وكان إذا أنشده أحد شعراً معرباً يمدحه يقول لي يا إبراهيم : أخونا عفتي يريد أن شعره مثل عفت الديار محلها فمقامها وكان جواداً كريماً ممدحاً قال الصولي : لم نعرف له شعراً إلا هذه الأبيات : .
إن يكن نالك الزمان بصرف ... ضرمت ناره عليك فجلت .
وأتت بعدها قوارع أخرى ... خضعت أنفس لها حين حلت .
وتلتها قوارع باقيات ... سئمت بعدها الحياة وملت .
فاخفض الجأش واصبرن رويداً ... فالرزايا إذا تجلت تخلت .
وسيأتي ذكر أخيه الحسن بن زيد في حرف الحاء في مكانه إن شاء الله تعالى وذكر المنصور عبد الله بن حمزه في حرف العين في مكانه إن شاء الله تعالى .
الواسطي المعتزلي محمد بن زيد بن علي بن الحسين أبو عبد الله الواسطي المتكلم المعتزلي ذكره محمد بن اسحق النديم في كتاب الفهرست : كان من كبار المعتزلة أخذ عن أبي علي الجبائي وكان في زمانه عالي الصيت كثير الصحاب وكان من أخف عالم الله روحاً وهو الذي هجا نفطوية الشاعر بقوله : .
من سره أن لا يرى فاسقاً ... فليجتنب من أن يرى نفطويه .
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي صارخاً عليه .
وتوفي بعد أبي علي بأربع سنين وقيل سنة ست وثلث ماية وله كتاب اعجاز القرآن في نظمه وتأليفه وكتاب الإمامة وجود فيه الزمام في علوم القرآن صنفه لأبي الحسن علي بن عيمي الوزير الرد على قسطا بن لوقا .
محمد بن زيد بن مسلم النحوي أبو الحسن يعرف بأبي الشملين قال ياقوت في كتاب معجم الأدباء : قرأت بخط هلال ابن المحسن وقد عدد مشايخه الذين رآهم وقرأ عليهم فقال : وأبو الحسن محمد بن زيد بن مسلم المعروف بأبي الشملين