لقد كنتُ في أسر الخُمول فلم يزل ... بتدريجه حتى خَلَصتُ من الأسر .
فشكراً لأيامٍ وفَت لي بوعدها ... وأبدَت لعيني فوق ما جال في فكري .
وكم ليلةٍ قد بتُّها مُعسِراً ولي ... بزُخرفِ آمالي كنوزٌ من اليُسر .
أقول لقلبي كلما اشتَقتُ لِلغِنى ... إذا جاء نصرُ الله ِ تَبَّتْ يد الفقر .
منها : .
وإن جئتَه بالمدح يلقاك باللُهَى ... فكم مرَّةً قد قابل النظم بالنَثر .
ويهتز للجدوَى إذا ما مدحته ... كما اهتزَّ حاشى وصفه شاربُ الخمر .
ومنها : .
ولو أنني وافيتُ غيرَكَ مادحاً ... لتَمَّمتُ نقصى بالحماقة والفَشَرِ .
وأعطيتُ نفسي عندَه فوقَ حقِّها ... من الكِبر لكن ليس ذا موضعُ الكِبر .
وكل امرىءٍ لا يُحسِن العَومَ غارقٌ ... إذا ما رماه الجهلُ في لجّة البحر .
وقال فيه أيضاً : .
لمثلها كان رَجايَ انظرك ... فأدرك فتىً من الخطوب في دَرَك .
لم أخشَ خِذلانا وأنت ناصري ... وإنما يُخذَلُ مَن لا استنصرك .
عليكَ يا فخرَ القضاة عُمدَتي ... فانظُر إليّ لا عدمتُ نَظَرك .
واسأل كما عودتني عن خبري ... بلفظك المعهود حتى أُخبرَك .
هيهات أن أشرحَ ما قد حل بي ... إن لم يَقُل حِلمُكَ لا تخشَ دَرَك .
مثلك من قام بنصرِ عاشقٍ ... مِثلي إن العِشقَ أمرٌ مشترك .
فقل لطرف باتَ منك باتَ هاجعاً ... يا طرفُ لا تنسَ قديماً سَهَرَك .
وناد قلباً قد تناسَى وجدده ... يا قلب خَف ذاك الجفا أن يذكُرَك .
ولا يَغُرَّنَّك إمهالُ الهوَى ... فالحُبّ قد يأخذ بعد ما ترك .
إياك أن تهزأ بالعشق فقد ... أعذرك الأنَ به من أنذرك .
جار عليّ الدهرُ في أحكامه ... فليتَه في العدل يقفُو أثَرَك .
تمّ على العبد وأنت هاهنا ... ما لا يتمُّ لو تكون في الكَرَك .
بنو نصر الله جماعةٌ منهم : علاء الدين علي بن محمد بن نصر الله وزير صاحب حماة .
شمس المُلك صاحب ما وراء النَّهر .
نصر بن إبراهيم بن نصرِ السلطان شمسُ الملك صاحب ما وراء النهر كان من أفاضلِ الملوك عِلماً ورأياً وحزماً وسياسةً وكان حَسَن الخط كتب مُصحفاً ودرس الفقه في دار الجوزجانية . وخطب على منبر سَمَرقَند وبُخارى وعجب الناس من فصاحته وأملى الحديث عن الشريف حَمدِ بن محمدٍ الزُّبيري وكتب الناس عنه وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة .
المقدِسي النابُلسي الشافعي .
نصرُ بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود الفقيه أبو الفتح المَقدسي النابُلسي الشافعي شيخ الشافعية بالشام وصاحب التصانيف منها " كتاب الحُجّة على تارك المَحَجّة " وهو مشهورٌ مَروِيٌّ و " الانتخاب الدمشقي " وهو كبيرٌ في بضعةَ عَشَرَ مجلداً و " التهذيب في المذهب " في عشر مجلدات و " الكافي " في مجلد ليس فيه قولان ولا وجهان تفقه به جماعةُ دمشق وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين وأربعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير .
البازيَّاء .
نصر بن إبراهيم بن أبي الهيجاء البازيّار مولده بحلب ومنشأه بدمشق كان مُعلم كُتابٍ ومَدَحَ الوزير المَزدَقاني وزير صاحب دمشق بقوله : .
تجافى الكَرى ونَبا المَرقَدُ ... وقلَّ مُعينُك والمُسعِدُ .
لقد كنتُ أطمع في زَورةٍ ... من الطَّيف لو أنني أرقُدُ .
وصفراء كالتبر كَرخِيَّةٍ ... يطوف بها شادنٌ أغيد .
جلا الصبحَ وهنأ بلألائِها ... فصُبحُ النَّدامى به سَرمَد .
ومنها في المدح .
أيا ابن الذين بَنَوا في العُلى ... منازِلَ من دونها الفَرقَدُ .
فَأحَيوا لمن قَهرُوا ذكره ... فإن قيل أَفنَوا فقد خَلّدوا .
وقال في الوزير المحيى ابن الصوفي عند فتكه بالباطنية سابع عشر شهررمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة : .
أطَيفُ المالكية زار وَهناً ... حَماكَ الغَمضَ أم داءٌ دفينُ