حبابُها وأحاديثي ومبسِمُه ... ثلاثةٌ كلها من لؤلؤ نسَق .
حتى إذا أخذت مِنا بسَورتها ... مآخذَ النوم من أجفانِ ذِي أرَق .
رَكِبتُ فيه بِحاراً من عجائبها ... أنِّي سلِمتُ وما أدري من الغَرَق .
ولم أزل في ارتشافي منه ريقَ فم ... أطفأتُ في بَردِه مشبوبةَ الحُرق .
يا ساكن القلب عما قد رميتُ به ... من ساكِنِ القلب مع ما فيه من قَلَق .
لا تعجَبَنَّ لكل الجِسم كيف مضى ... وإنما أعجب لبعضِ الجسم كيف بقى .
لم استرق بمنامي وصلَ طيفِهم ... فما له صار مقطوعاً على السَرَق .
ولا اجتلى الطرفُ بَرقاً من مبَاسمهم ... فما له مثل صوبِ العارضِ الغدق .
في الهند قد قيل أسياف الحديد ولو ... لا هند ما قيل أسياف من الحَدَق .
نَسِيت ما تحتَ تفتيرِ الجُفونِ أما ... خُلوقةُ الجفن إثر الصارم الدلق .
وبت بالجزعِ في أثرهم جَزِعاً ... إن جردَ البَرقُ إيماضاً على البُرق .
في نارِ وَجديَ معنى تلهبهِ ... وفي فؤادي ما فيه من الوَلَق .
وقال : .
لا أشربُ الراحَ إلا ... ما بين شادٍ وشادن .
وإن فَنِيتُ فعندي ... إلى معادٍ معادن .
قُم يا نديمي فأنصِتْ ... والليل داجٍ لداجن .
غنَّى وناح فنزع ... تُ ثوبَ خاشٍ مخاشِن .
طاوع على العَزف والقص ... ف كلّ حاسٍ وحاسن .
وانهض بطيشك عن سحتِ ذي وقارٍ وقارن .
أثورُ من ذي ومن ذا ... في كل غابٍ وغابن .
وإن رمتني الليالي ... يوماً بِداهٍ اُداهِن .
وقال على طريق أبي الرقمعن : .
يا هذه لا تنطِقي ... بَسَّكِ لاتُنقِنقي .
أما علمتِ انني ... أصبحتُ شيخ الحُمق .
أصيحتُ صَباً هائماً ... بثوبي المزوَّق .
فطبِّلي من بعدِ ذا ... إن شئتِ أو فبوِّقي .
وأرعِدي من غضبٍ ... عليَّ أو فأبرقي .
ودفِّفي وبعد ذا ... فإن أردتِ فصفِّقي .
أنا الذي فُقتُ الورى ... من قبل لُبس البخنُق .
أنا الذي طُفتُ بلا ... د الغرب ثم المشرق .
أنا الذي يا إخوتي ... أُحب أكل الفُستُق .
والتين والجوز مع ال ... فانيذ ثم البندق .
يا هذه تعطفي ... توقفي ترفقي .
أمّا أما أمّا أما ... آن لنا أن نلتقي .
في جوسقٍ مرتفعٍ ... ناهيكُه من جوسقِ .
ها فانظري وجهَ هِلا ... ل فِطر فوقَ الأُفق .
كزورقٍ من ذَهَب ... أكرِم به من زَورقِ .
والماء في النهر غدا ... مِثل الحُسام الأزرق .
كذاك لون الأُقحوا ... ن مثل لون الزَيبق .
والوَرد كالخدَ كما ال ... نَرجس مثل الحدَق .
ويلاه من مهفهفٍ ... ممَنطقٍ مُقرطق .
ذي وجنةٍ أسيلةٍ ... مُحمرىٍ كالشَفَّفَق .
وشعرةٍ مُسودَّةٍ ... مِثل اسوداد الغَسَق .
وقامةٍ تميس كال ... غُصنِ الرطيب المورقِ .
يا يَختال في ... ذاك القَباءِ الأزرق .
يا هذه لما بدا ... على الحِصان الأبلق .
فشمَّر الكُمَّ إلى ... دُوَينَ رأسِ المِرفَق .
ورام أن يقفِز با ... لأبلق عَرضَ الخندق .
علِقتُه وصِرتُ من ... فَرطِ الهوَى في قَلَق .
إيهٍ ومن وجدي به ... أُمسُكه في الطرُق .
ولا أخاف عاذلا ... يعذُلني في حُرَقي