قاتل يوما المصاف إلى ان قتل واسر ولده وأحضر بين يدي المظفر قطز فسأله عن أبيه فقال : أبي ما يهرب فأبصروه في القتلى فأحضروا عدة رؤوس فلما رآه ولده بكى وقال للمظفر : يا خوند نم طيباً فما بقي لك عدو تخاف منه ؛ كان هذا سعد التتار وبه يهزمون الجيوش ويفتحون الحصون .
ولما بلغ هولاكو قتله ضرب بيسراه وجه الأرض وركب وكر راجعاً بعدما قتل الناصر صاحب الشام على ما يأتي في ذكره وكان هلاكه سنة ثمان وخمسين وستمائة .
الملك العادل .
كتبغا الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري المغلي : كان أسمر دقيق الصوت له لحية صغيرة في الحنك .
اسر حدثاً كم عسكر هولاكو نوبة حمص الأولى في آخر سنة ثمان وخمسين وستمائة وأمره أستاذه الملك المنصور فكان من أمراء الألوف ثم إنه عظم في دولة الأشرف .
ولما قتل الشرف التف الخاصكية عليه فحمل بهم على بيدرا وقتلوه .
ولما حضر السلطان الملك الناصر جعل كتبغا نائبه واستمر الحال سنة ثم تحول الناصر إلى الكرك وتسلطن كتبغا ولقب بالعادل ونهض بأمره لاجين وقراسنقر وطائفة كان قد اصطنعهم في نوبة الأشرف .
وتمكن وقدم دمشق وصلى بجامعها الأموي غير مرة وسار في الجيش إلى حمص ثم رد فلما كان بأرض بيسان وثب عليه حسام الدين لاجين وشد على بتخاص والأزرق فقتلهما في الحال وكانا عضدي كتبغا واختبط الجيش وفر كتبغا على فرس النوبة وتبعه أربعة من غلمانه في صفر سنة ست وتعين وستمائة فكانت دولته سنتين .
وساق كتبغا إلى دمشق فتلقاه مملوكه نائبها في الأمراء وقدم القلعة ففتح له بابها ارجواش ودقت البشائر له ولم ينتظم له الحال .
واجتمع كجكن والأمراء وحلفوا لمن هو صاحب مصر وصرحوا لكتبغا بالحال فقال : أنا ما مني خلاف وخرج من قصر السلطنة إلى قاعة صغيرة وبذل الطاعة فرسم له أن يقيم بقلعة صرخد وأتاه بعض غلمانه ونسائه وانطوى ذكره إلى بعد نوبة قازان فأحسن السلطان الملك الناصر إليه وأعطاه حماة فمات بها سنة اثنتين وسبعمائة .
وكان موصوفاً بالديانة والخير والرفق بالرعية .
وكانت وفاته يوم الجمعة يوم النحر . ونقل تابوته إلى تربته بسفح قاسيون بدمشق .
وجرى في أيامه الغلاء العظيم بالديار المصرية وكان إذ طالعوه بخبر المقياس يبكي ويقول : هذا بخطيئتي .
وفيه يقول علاء الدين الوداعي لما تسلطن وخلع على أهل دمشق ومن خطه نقلت : .
إنما العادل سطان الورى ... عندما جاد بتشريف الجميع .
مثل قطرٍ صاب قطراً ماحلاً ... فكسا أعطافه زهر الربيع .
الأمير زين الدين الحاجب .
كتبغا الأمير زين الدين أمير حاجب الشام : أظنه تولى نيابة شيزر في وقت .
ولما كان بدمشق حاجباً كان الأمير سيف الدين تنكز يعظمه ويجلس قدامه ويرمل على يده في بأيام الخدم .
وكان يحترمه ويحب حديثه ويصغي غليه ويقبل شفاعاته ويزوره في بيته .
وكان محتشماً في نفسه رئيساً يحضر السماعات ويرقص فيها وأظنه لبس في وقت زي الفقراء ومشى معهم إلا أنه كان فيه استحالة وذلك أنه إذا دخل عليه أحد في بيته في أمر قال له : السمع والطاعة ومن أحق منك بهذا الذي تطلبه ؟ قف غداً لمولانا ملك الأمراء في الخدمة وأنا غداً أساعدك وتبصر ما أقول .
فإذا وقف ذلك المسكين قال : يا مولانا أي حايك قام أو أي بيطار قام قال يريد يصير جندياً فإذا سمع الأمر سيف الدين ذلك قال : نحه فتناول ذلك المسكين العصي من كل جانب .
وتوفي C تعالى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة .
الألقاب .
ابن كتيلة : عبد الباقي بن أحمد .
كتيلة : عبد الله بن أبي بكر .
الكتندي الشاعر : محمد بن عبد الرحمن .
كثير .
السلمي الصحابي .
كثير بن عمرو السلمي حليف بني أسد وقيل : بني عبد شمس وبنو أسد حلفاء لبني عبد شمس : شهد بدراً فيما ذكر ابن إسحاق من رواية زياد وليس في رواية ابن هشام .
وذكر ابن السراج عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي عن أبيه عن زيد عن ابن إسحاق قال : وشهد بدراً من حلفاء لبني أسد كثير بن عمرو وأخوه مالك بن عمرو .
قال ابن عبد البر : ولم أر كثير في غير هذه الرواية ولعله أن يكون ثقف لقباً له واسمه كثير .
كثير بن العباس .
كثير بن العباس بن عبد المطلب أبو تمام :