سريت ونومي فيه نومٌ مشرد ... كعقل سليمان بن فهدٍ ودينه .
على أولقٍ فيه مضاءٌ كأنه ... أبو جابرٍ في طيشه وجنونه .
إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه ... سنا وجه قرواشٍ وضوء جبينه .
ودامت إمارة قرواش خمسين سنة .
حكى أبو الهيجاء لأن عمران بن شاهين قال : كنت أساير معتمد الدولة قرواشاً ما بين سنجار ونصيبين فنزل ثم استدعاني بعد الزوال وقد نزل هناك بقصر يعرف بقصر العباد بن عمرو الغنوي وهو مطل على بساتين ومياه كثيرة فدخلت عليه فوجدته قائماً يتأمل كتابا ًفي الحائط فقرأتها فإذا هي : .
يا قصر عباس بن عمرو ... كيف فارقك ابن عرمك .
قد كنت تغتال الدهور ... فكيف غالك ريب دهرك .
واهاً لعزك بل لجودك ... بل لمجدك بل لفخرك .
وتحت الأبيات مكتوب : وكتبه علي بن عبد الله بن حمدان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة .
وهذا الكتاب هو سيف الدولة ابن حمدان . وتحت ذلك مكتوب : .
يا قصر ضعضعك الزما ... ن وحط من علياء قدرك .
ومحا محاسن أسطر ... شرفت بهن متون جدرك .
واهاً لكاتبها الكري ... م وقدره الموفي بقدرك .
وتحت الأبيات مكتوب : وكتبه الغضنفر بن الحسن بن علي بن حمدان بخطه في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة .
وهذا هو عدة الدولة ابن ناصر الدولة الحسن ابن أخي سيف الدولة .
وتحت ذلك مكتوب : .
يا قصر ما فعل الأولى ... ضربت قبابهم بعقرك .
أخنى الزمان عليم ... وطواهم تطويل نشرك .
وآهاً لقاصر عمر من ... يختال فيك وطول عمرك .
وتحت ذلك مكتوب : وكتبه المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة .
وهذا هو حسام الدولة أبو قرواش المذكور . وتحت ذلك مكتوب : .
يا قصر ما فعل المرا ... م الساكنون قديم عصرك .
عاصرتهم فبذذتهم ... وشأوتهم طراً بصبرك .
ولقد أثار تفجعي ... يا ابن المسيب رقم سطرك .
وعلمت أني لاحق ... بك دائباً في قفو ثغرك .
وتحت ذلك مكتوب : وكتبه قرواش بن المقلد بن المسيب سنة إحدى وأربعمائة .
قال الراوي : فعجبت بذلك وقلت له : الساعة كتبت هذا ؟ فقال : نعم وقد هممت بهدم هذا القصر فإنه مشؤوم دفن الجماعة فدعوت له بالسلامة ولم يهدم القصر .
وسيأتي ذكر المقلد والده في مكانه من حرف الميم إن شاء الله تعالى .
ومن شعر قرواش : .
لله در النائبات فإنها ... صدأ اللئام وصيقل الأحرار .
ما كنت إلا وزبرةً فطبعتني ... سيفاً وأطلق صرفهن غراري .
ومه أيضاً : .
وآلفةٍ للطيب ليست تغبه ... منعمة الأطراف لينة اللمس .
إذا ما دخان الند من جيبها علا ... على وجهها أبصرت غيماً على شمس .
؟ قريب .
ابن هارون الرشيد .
قريب بن هارون الرشيد وأمه سحر : كان ترب المعتصم . لما توفي جزع الرشيد عليه جزعاً شديداً فعزاه العباس فلم يبن ذلك فيه .
فدخل عليه العباس بن الحسن بن عبيد الله العلوي : فقال : .
لا زلت تبقى ونعزيكا ... نحن ومن في الأرض يفديكا .
فتعزى وعرف ذلك وأمر له بمال .
قريش .
قريش صاحب الموصل .
قريش بن بدران بن القملد بن المسيب أبو المعالي الأمير العقيلي صاحب الموصل : وليها عشر سنين ومات بالطاعون وله إحدى وخمسون سنة وقام بعده ولده شرف الدولة أبو المكارم سلم بن قريش .
وكانت وفاة أبي المعالي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة .
واجتمع قريش المذكور مع أرسلان البساسيري على نهب دار الخلافة ولم يؤاخذه الإمام القائم بأمر الله على ما بدا منه وصفح عنه .
وتوفي قريش بنصيبين وكان عمره إحدى وخمسين سنة وولي بعده إمارة بني عقيل ولده أبو المكارم سلم بن قريش الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم .
وكان قريش يلقب علم الدين وكان داهية بخيلاً سافكاً للدماء بعيد الغور غداراً .
أبو محمد العلوي