وروى عنه أبو داود في غير السنن وإسماعيل سمويه وعثمان بن خرزاد ومحمد بن غالب تمتام وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأحمد بن داود المكي والحسن بن سهل المجوز وعلي بن عبد العزيز البغوي وجماعة .
وروى عنه البخاري في صحيحه حديثاً عن جر لعنه .
قرة العين أرجوان .
قرة العين بنت عبد الله : هي أرجوان مولاة الأمير أبي العباس الإمام القائم بن القادر وأم ولده الإمام المقتدي .
أدركت خلافة ولدها وتوفي وهي في الحياة وعاشت حتى رأت ولده الإمام المستظهر خليفة ثم مات وهي في الحياة ورأت ولده الإمام أبا منصور المسترشد خليفة ثم رأت للمسترشد عدة من الأولاد وعاشت حتى رأت البطن الرابع من أولادها .
وكانت امرأة صالحة كثيرة البر والمعروف حجت مراراً وبنت بمكة رباطاً وآثاراً حسنة وبنت ببغداد رباطاً كيراً بدرب راحي للصوفية .
وتوفيت رحمها الله تعالى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة .
الخزاعي المغربي .
قرهب بن جابر الخزاعي : قال ابن رشيق في الأنموذج : كان شاعراً مطبوعاً جيد الطبع علي الأنفاس لا يبالي كيف صنع الشعر ثقة بنفسه وعلماً بالمقاصد مع قوة وحلاوة .
وكانت يبنه وبين ابن مغيث وقائع . سألته مرة ولم أعلم ما كان بينهما : كيف ابن مغيث عندك ؟ قال : .
مغرىً بقذف المحصنا ... ت وليس من أبنائها .
قلت : إن بينهما شيئاً . وأظن البيت قديماً لسرعة إجابته إياي فإن كان لوقت فذلك أعجب .
وأغلب ظني أنه لعلي بن الجهم . وأورد له : .
لبس الشباب فكاهةٌ ولذاذةٌ ... وحلى المشيب سكينةٌ ووقار .
أكرم بأيام الشباب فإنها ... وأبي الهوى من طيبهن قصار .
إذ غصنك الريان غض ناعم ... ودجاك لم يخلع عليه نهار .
يقول في مدحها : .
لم ترم فوق ثلاث عشرة حجةً ... حتى أبان عداك منك نوار .
فحدا بمدحك جازع في مهمه ... وشدا به الحضار والسمار .
وأورد له أيضاً : سعدٌ حباك به خبال سعاد وفى وما وفتك بالميعاد .
أحبب به من زائر متعطف ... لو أنه في وصله متماد .
حياك من كثبٍ تحية محسنٍ ... فكأنما ناداك وسط النادي .
ما صد عنك سوى المشيب كصدها ... إذ لاحظته فآذنت ببعاد .
قد كان لي شرخ الشيبة شافعاً ... عند الحسان مؤكداً لودادي .
لو كان حكمي في الشباب ذخرته وجعلته من زينة الأعياد .
فهو بالجمال الرائق الحسن الذي ... لو يستعد لكان خير عتاد .
ماذا أحاول من ورودي منهلاً ... أسد العرين بحافيته عواد .
يحمى بأطراف الرماح كأنه ... مجد الجواد سلالة الأجواد .
وأورد له في صفة مصلوب : .
أدرته بعدما عفرت لبته ... والجذع منبره والجو مسجده .
كأنه ضارع لله يسأله ... لو كان يشكر ما أولى ويحمده .
وتوفي C تعالى بالقيروان وقد قار بالسبعين في أول سنة عشرين وأربعمائة ووجدت عند رأسه رقعة فيها مكتوب : .
أسفت وحق لي أسفي ... لما خلفت في الصحف .
لعل الله يرحمني ... بحب السادة السلف .
قرواش .
صاحب الموصل .
قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة العقيلي صاحب الموصل : وقد خطب في بلاده للحاكم ثم رجع عن ذلك وخطب للقادر العباسي فجهز صاحب مصر جيشاً لحربه ووص إلى الموصل ونهبوا داره وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة واجتمعا على حربهم فنصرا عليهم وقتلا منهم خلقاً كثيراً .
وكان ظريفاً شاعراً نهاباً وهاباً وجمع بين أختين فلاموه فقال : خبروني ما الذي نستعمله من الشرع حتى تتكلموا في هذا الأمر .
وقبض عليه بركة بن أخيه وحبسه وتلقب زعيم الدولة فلم تطل دولته فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه فأول ملك أخرج قرواشاً عنه وذبحه صبراً وقيل بل مات في سجنه سنة إحدى وأربعين وأربعمائة .
وفي قرواش يقول الطاهر الجزري : .
وليلٍ كوجه البرقعيدي ظلمةً ... وبرد أغانيه وطول قرونه