قال : فقمت والله ما أبصر الطريق . فلما كنت في الدهليز لحقني نقيب فردني فلما رآني قال : لا تعودوا تذكروا حماة واحسبوا أنها ما هي في الوجود .
قال : فوالله ما عدنا مددنا فيها مدة قلم واحد . ثم لم يزل قبجق بها حتى جاء السلطان الناصر من الكرك إلى دمشق آخر مرة تسلطن فيها جاءه قبجق وأسندمر جميعاً وكانا قد اتعدا وخرج السلطان لملتقاهما بظاهر الميدان الصغير بدمشق وترجل لهما وعانقهما فلما ركب أمسك اسندمر له الركاب وعضده قبجق ثم لما استقر ملك السلطان بمصر بعث قبجق وفي ظنه أنه إلى نيابة الشام وأتى دمشق فنزل بالقصر الأبلق بها وهو ينتظر التقليد بها فجاءه التقليد بحلب فتوجه إليها وأقام بها حتى مات .
وكان لا يحب إلا دمشق ولا يتمنى سواها ففرقت الدنيا بينه وبينها وعكست عليه المرام وهذه عادة الأيام .
ووفاته في آخر جمادى الأولى سنة عشر وسبعمائة ونقل إلى حماة ودفن بتربته التي بناها فيها وهي مشهورة .
القان الأعظم .
قبلاي بن تولي بن جنكز خان الملك المغلي القان الأعظم : لما هلك أخوه منكوقان وهو كان القان الأعظم في أيام هولاكو جلس قبلاي أخوه على التخت وطالت أيامه وامتدت دولته إلى أن مات سنة خمس وتسعين وستمائة بخان بالق أم بلاد الخطا وكرسي مملكة المغل .
وكانت أيام قبلاي في المملكة نحواً من أربعين سنة .
الأمير سيف الدين .
قبلاي سيف الدين : ولي نيابة الكرك في الأيام الصالحية إسماعيل ابن الناصر لما فتحت وقتل الناصر أحمد وأقام بها مدة ثم إنه طلب إلى مصر وأقام إلى أن ولي الحجوبية الصغيرة مع الأمير سيف الدين أيتمش الحاجب الكبير ثم تولى حاجبا ًكبيراً ولم يزل على ذلك إلى أن خلع الناصر حسن وتولى الملك الصالح صالح فولاه كفالة الملك بالديار المصرية عوضاً عن الأمير سيف بيبغا تتر كما تقدم في ترجمته وذلك في شهر رجب الفرد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة .
وتوفي في أوائل ست وخمسين وسبعمائة .
قبلة الأدب البغدادي : علي بن أحمد .
جارية المتوكل .
قبيحة الرومية جارية المتوكل : كانت عاقلة فاضلة وهي أم المعتز . ولما قتل ولدها المعتز أخذت أموالها ونعمتها وأخرجت إلى مكة فأقامت بها مدة مجاورة ثم عادت إلى سامراء .
وكانت مكينة عند المتوكل ولها معه وقائع منها أنه افتصد يوماً فأهدت إليه قبيحة جارية معها جام فيه مكتوب : .
قطعت عرقاً تبتغي صحة ... ألبسك الله به العافيه .
فاشرب بهذا الجام يا سيدي ... مستمتعاً من هذه الجارية .
واجعل لمن أهداكها حصةً ... تحظى بها في الليلة الآتيه .
فقال : نعم والله في هذه الأولى وأمرها أن تخرج إليه ونحى الجارية فلم تزل معه إلى أن أصبح وأمر لها بخمس جوار وخمسة آلاف دينار فكتبت إليه : يا أمير المؤمنين لقد ساوت ليلتي معك عندي بالدنيا وما فيها فكيف أقبل منك بعض عرضها ؟ ولم تقبل شيئاً من ذلك وتوفيت رحمها الله سنة أربع وستين ومائتين .
وقيل : إن الأتراك كانوا قد طلبوا منها قبل خلع المعتز خمسين ألف دينار على أن يبقوا المعتز في الخلافة ويقتلوا صالح بن وصيف فبخلت وأنكرت أن يكون عندها مال ثم إنه ظهر لها بعد ذلك زهاء على ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار ووجدوا لها ثلاثة أسفاط في كل سفط مقدار مكوك زمرد وسفط فيه مكوك حب كبار لم يشاهد مثله وسفط فيه مقدار كليجه ياقوت أحمر لم يوجد في الدنيا مثله فقومت الأسفاط بألفي دينار وحمل الجميع إلى صالح بن وصيف ونفاها إلى مكة .
وكانت تقول في الطريق : اللهم أخز صالح بن وصيف وخذ لي بحقي منه كما قتل ولدي وأخذ مالي وبدد شملي وهتك ستري وارتكب الفاحشة مني وغربني عن بلدي .
؟ قبيصة .
؟ المدني الخزاعي .
قبيصة بن ذؤيب أبو سعيد الخزاعي المدني الفقيه : يقال أنه ولد عام الفتح وتوفي سنة ست وثمانين للهجرة وأتي به بعد موت أبي ه إلى النبي A ليدعو له .
روى عن أبي بكر وعمر وأبي الدرداء وعبد الرحمن بن عوف وبلال وعبادة بن الصامت وتميم الداري .
وكان آثر الناس عند عبد الملك وكان على الخاتم والبريد وكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخل بها على عبد الملك .
وكان ثقة مأموناً كثير الحديث