ابن العود .
أبو القاسم بن الحسين بن العود الشيخ نجيب الدين الأسدي الحلي الفقيه المتكلم شيخ الشيعة : كان قد أسن وانهزم وعاش نيفاً وتسعين سنة وتوفي سنة سبع وسبعين وستمائة وقيل : سنة تسع .
وكان مفنناً في أنواع الفضائل قدم حلب وتردد إلى الشريف عز الدين مرتضى نقيب الأشراف فاسترسل معه يوماً ونال من أصحاب رسول الله A فزبره النقيب وأمر يجره من بين يديه وأركب حماراً مقلوباً وصفع في الأسواق ونزل فامي من حانوته إلى مزبلة واغترف غائطاً ولطخ به ابن العود .
وعظم النقيب عند الناس . وتسحب ابن العود من حلب وأقام بقرية جزين مأوى الرافضة فاقبلوا عليه وملكوه بإحسانهم .
وكان في الآخر قد تدين وقام الليل ورثاه إبراهيم بن الحسام أبي الغيث بأبيات أولها : .
عرس بجزين يا مستبعد النجف ... ففضل من حلها يا صاح غير خفي .
أمير قرطبة الحمودي .
القاسم بن حمود الحسني الإدريسي المغربي : ولي إمرة قرطبة بعد قتل أخيه علي سنة ثمان وأربعمائة فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن علي ثم هزم ثلاث مرات وجرت أمور طويلة الشرح ثم أسره يحيى بن علي ابن أخيه وبقي في سجنه دهراً إلى أن مات إدريس بن علي فخنقوا القاسم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة .
الجبيري .
القاسم بن خان بن فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة .
كان عالماً بالفقه والحديث نظاراً موفقاً في المسائل حسن التأليف له كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم فيما خالف ابن القاسم مالكاً .
وكان ذا مكانة من المستنصر ولي قضاء بلنسية ومات في المطبق في فتنة أخي المستنصر هشام المؤيد سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة .
الجبيري .
القاسم بن خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة كان عالماً بالفقه والحديث نظاراً موفقاً في المسائل حسن التأليف له كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم في ما خالف ابن القاسم مالكاً .
وكان ذا مكانة من المستنصر ولي قضاء بلنسية ومات في المطبق في فتنة قيام أخي المستنصر على هشام المؤيد سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة .
المطرز المقرئ .
القاسم بن زكريا أبو بكر البغدادي المقرئ المعروف بالمطرز : كان نبيلاً مأموناً أثنى عليه الدارقطني وغيره وقرأ على الدوري .
توفي في صفر سنة خمس وثلاثمائة .
أبو عبيد .
القاسم بن سلام - بتشديد اللام - أبو عبيد : كان أبوه عبداً رومياً لرجل من أهل هراة . اشتغل أبو عبيد بالحديث والأدب والفقه وكان ذا دين وسيرة جميلة ومذهب حسن وفضل بارع .
قال إبراهيم الحربي : كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء . وولي القضاء بمدينة طرسوس ثمان عشرة سنة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين .
قرأ القرآن على الكسائي وغيره وسمع إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشير وشريك بن عبد الله وهو أكبر شيخ له وعبد الله بن المبارك وأبا بكر ابن عياش وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وعباد بن عباد وعباد بن العوام وخلقاً آخرهم موتاً هشام بن عمار .
قال إسحاق بن راهويه : إنا نحتاج إلى أبي عبيد وأبو عبيد لا يحتاج إلينا .
وقال ابن حنبل : أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيراً .
وقال أبو داود : ثقة مأمون . وقال الدارقطني : ثقة إمام جبل وأضعف كتبه كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثاً وخمسون أصلاً عن النبي A فيجيء بحديث حديثين يجمعهما من حديث الشام ويتكلم في ألفاظهما .
وليس له كتاب مثل غريب المصنف . وكتاب غريب الحديث أول من عماله أبو عبيد وقطرب والأخفش والنضر ولم يأتوا بالأسانيد .
وعمل أبو عدنان البصري كتاباً أتى فيه بالأسانيد .
وصنف المسند على حدته وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته وأجاد تصنيفه فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه .
وكذلك كتابه في معاني القرآن : فعل ما فعله في غريب الحديث جمع كتب القوم فذكر ما فيها . وأما الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك