فإن تلفت نفسي فلله درها ... وإن بلغت ما أرتجيه فأخلق .
ومن لم يردني والمسالك جمةٌ ... فأي طريقٍ شاء فليتطرق .
ولما طالت مدة قابوس ولم ير عند السامانية ناصراً قصد أطراف بلاده فتجمعت إليه الجيوش وعاد إلى بلاده وقاتل المستولي عليها حتى عاد إلى سرير ملكه بعد ثمان عشرة سنة .
وقال الصاحب بن عباد يهجوه : .
قد قبس القابسات قابوس ... ونجمه في السماء منحوس .
وكيف يرجى الفلاح من رجلٍ ... يكون في آخر اسمه بوس .
فأجابه قابوس عن ذلك : .
من رام أن يهجو أبا قاسمٍ ... فقد هجا كل بني آدم .
لأنه صور من مضغةٍ ... تجمعت من نطف العالم .
وكان موته في قلعة جناشك وحمل تابوته إلى جرجان ودفن في مشهد كان قد بناه لنفسه وأنفق عليه الأموال العظيمة وبالغ في تحسينه وتحصينه .
وكان خط قابوس غاية في الحسن وكان إذا رآه قال : هذا خط قابوس أو جناح طاووس .
الألقاب .
القادسي الكتبي المؤرخ : محمد بن أحمد بن محمد .
ابن قادوس : اسمه محمود بن إسماعيل .
ابن قادم النحوي : اسمه محمد بن عبد الله .
قارب .
قارب الثقفي .
قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود الثقفي : مشهور معروف من وجوه ثقيف ومعه كانت راية الأحلاف أيام قتال النبي A ثقيفاً .
ثم وفد في وفد ثقيف وأسلم .
الألقاب .
القارئ الأعور : هارون بن موسى .
القارئ الخطمي : عمير بن عدي .
أخو ألب أرسلان السلجوقي .
قارودبك بن داود بن سلجوق بن دقاق بن لبجوق وقيل : قارون بك وقيل : فاروت بك - بالفاء : هو أخو السلطان ألب أرسلان السلجوقي . لما توفي أخوه ألب أرسلان - المذكور في المحمدين - كان قارودبك بكرمان فسار من عمان وحمل على نفسه وركب في البحر في فصل الشتاء وخاف من سبقه إلى الري فإن ألب أرسلان اقام ولده ملكشاه في الملك بعده وظن أن العسكر يستأمن إليه وعزم على نزوله على التركمان وكانوا بين الري وهمذان وكان معه عسكر يسير : ألفا فارس وأربعة آلاف راجل فبلغ خبره ملكشاه ابن أخيه ووزيره نظام الملك فأخذا من قلعة الري خمسمائة ألف دينار وخمسة آلاف ثوب وسلاحاً وخرجا من الري وسبقاه إلى التركمان وفرقا الأموال فيهم ووصل قارودبك بعدهما بيومين وقد فاته المطلوب فاقتتلوا وحمل قارودبك على الميمنة فطحنها واستأمن أكثر أهلها إليه ثم حمل على الميسرة فكسرها وملكشاه والوزير في القلب فحملا عليه فاندق هارباً وأسر أولاده .
فلما كان من الغد جاء إلى السلطان سوادي فقال : أخوك في القرية الفلانية مع ولد له فابعث معي من يأخذه . فسار السلطان ملكشاه بنفسه وقدم بين يديه جماعة فوصلوا إلى قارودبك وحملوه مقيداً وجاءوا به إلى ملشكاه ماشياً فأومأ إلى الأرض وقبل يد السلطان فقال له : يا عم كيف أنت من تعبك ؟ أما تستحي من هذا الفعل ؟ أنت ما ق عقدت لأخيك في عزاء ولم تنفذ إلى قبره ثوباً تطرحه عليه والغرباء قد حزنوا عليه وأنت أخوه اطرحت وصيته وأظهرت الشماتة به والسرور بموته لكن لقاك الله سوء فعلك .
فقال : والله ما قصدت ذلك ولكن عسكرك كاتبوني ليلاً ونهاراً بالتعجيل فجئت لأمر قضاه الله فحملوه إلى همذان مقيداً فقال بعض الحاضرين : سبحان الله لقد ملك هذا الرجل ملكاً عظيماً : كرمان ثم عمان ثم فارس وكان يتمنى هلاك أخيه ويتصور ملك الدنيا بعده .
وكان هلاكه مقروناً بهلاكه وكذلك قتلمش مع عمه طغرلبك فإنه كان ينظر في النجوم ويحقق القطع الذي مات عمه فيه ويتصور أنه يملك من بعده فكان هلاكه مقروناً بهلاكه .
ولما كان يوم الأربعاء ثالث شعبان سنة خمس وستين وأربعمائة قتل قارودبك تولى خنقه رجل أعور أرمني من أصاغر الحاشية بوتر قوس بعد أن بذل التوبة من النظر في ملك وتسليمه أمواله وبلاده وقلاعه والرضى بالمقام في مسجد والاعتقال والإبقاء على نفسه .
ثم إن ملكشاه جمع أولاده وصهره إبراهيم بن ينال ثم كحلوا بين يديه وقدم سلطان شاه إسحاق بن قارودبك وهو أكبر اخوته وأنجبهم وهو حين بقل عذاره فأخذ اخوته الصغار واحداً بعد واحد وجعل يضمه إليه ويقبله ويقول : هذا قضاء الله فلا تجزعوا فإن الموت يأتي على جميع الناس