عمر بن عَبادل أبو حفص الرُّعيني الأندلسي ؛ من كورة ريَّة أحد الزُّهَّاد المتبتِّلين والعلماء الراسخين . كان بصيراً بمذهب مالك إماماً متواضعاً يحرث ويحتطب ويمتهن نفسه . توفِّي سنة ثمانٍ وتسعين وثلاث مائة . صحب الفقيه مُعَوِّذاً الزاهد .
عمر بن عبد الله .
الدبَّاس البغداذي الشافعي الأشعري .
عمر بن عبد الله بن أبي السَّعادات أبو القاسم بن أبي بكر الدبَّاس أخو محمد وعلي . كان أسنّ منهما وكان حنبليًّا ثمَّ صار شافعيًّا أشعرياً . وسكن النظامية ببغداذ وبرع في النحو واللغة وسمع الكثير وقرأ بنفسه على الشيوخ وكتب بخطِّه . قال نحبُّ الدين بن النجَّار : وسمعنا بقراءته وسمع من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السَّعادات بن زُريق وأبي الفرج بن كُليب وكتب كثيراً من النحو واللغة والأصول وكان ذكيًّا ألمعيًّا ذا فكرة جيدة . وإدراك صحيح . وكان من أظرف الشباب وأجملهم وأحسنهم لباساً وزيًّا وألطفهم خلقاً وعشرةً . وتولَّى الإشراف على كتب النظاميَّة .
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة وأدركه أجله سنة إحدى وست مائة . قال محبُّ الدين بن النجَّار : ورأيتُه في المنام بعد موته بخمسة عشر يوماً وهو فرحان فقلت له : ما فعل الله بك ؟ فقال : الآن خرجتُ من السجن .
ابن أبي ربيعة المخزومي .
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مُرَّة القرشي المخزومي الشاعر أبو الخطَّاب المشهور .
كان كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة . وله في ذلك حكاياتٌ مشهورة مذكورة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني وغيره . وكان يتغزَّل في شعره بالثُّريَّا ابنة علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويَّة . قال السُّهيلي : هي الثريا ابنة عبد الله ولم يذكر عليًّا ثمَّ قال : وقُتَيْلَة ابنة النَّضر جَدَّتها لأنَّها كانت تحت الحارث بن أمية ؛ وقد تقدَّم ذكر الثريا في حرف الثاء في مكانه .
وفد عمر على عبد الملك بن مروان وامتدحه فوصله بمال عظيم لشرفه وبلاغة نظمه . قيل إنَّه ولد في زمن عمر Bه . حدَّث عن سعيد بن المسيَّب وروى الأصمعي عن صالح بن أسلم قال : قال عمر بن أبي ربيعة : إنِّي قد أنشدت من الشعر ما بلغك وربِّ هذه البَنِيَّة ما حللت إزاري على فرجٍ حرامٍ قط . قال ابن خلِّكان : ولادته في الليلة التي قُتل فيها عمر Bه وهي ليلة الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين للهجرة . وغزا في البحر فأحرقوا السفينة فاحترق في حدود سنة ثلاث وتسعين للهجرة . وقال الشيخ شمس الدين : توفي في حدود العشرة بعد المائة .
ومن شعره : .
حَيِّ طيفاً من الأحبَّةِ زارا ... بعدما صرَّع الكرى السُّمَّارا .
طارقاً في المنام تحت دجى اللي ... لِ ضنيناً بأن يزور نهارا .
قلتُ : ما بالنا جُفينا وكنَّا ... قبل ذاك الأسماعَ والأبصارا .
قال : إنَّا كما عهدتَ ولكنْ ... شَغَلَ الحَلْيُ أهلَه أن يُعارا .
ومنه : .
أمن آل نُعْمٍ أنت غادٍ فمُبْكِرُ ... غداةَ غدٍ أم رائحٌ فمُهَجِّرُ .
بحاجة نفسٍ لم تقل في جوابها ... فتُبلغَ عُذراً والمقالَةُ تعذِرُ .
تهيمُ إلى نُعمٍ فلا الشملُ جامعٌ ... ولا الحبلُ موصولٌ ولا القلب يقدرُ .
ولا قرب نُعمٍ إن دنتْ لك نافعٌ ... ولا نأيُها يُسلي ولا أنت تصبرُ .
وأخرى أتت من دون نعمٍ ومثلُها ... نهى ذا النهى لو ترعوي أوتفكّرُ .
إذا زرت نعماً لم يزل ذو قرابة ... لها كلَّما لاقيته يتنمَّرُ .
عزيزٌ عليه أن يلمَّ ببيتها ... يُسِرُّ ليَ الشَّحناءَ للبغض مُظهرُ .
ألِكْني إليها بالسلام فإنَّه ... يُشهِّر إلمامي بها وينكَّرُ .
على أنَّها قالت غداةَ لقيتُها ... بمدفعِ أكنانٍ : أهذا المُسهَّرُ ؟ .
قفي فانظري أسماءُ هل تعرفينه ... أهذا المُغيريُّ الذي كان يُذكرُ ؟