والمملوكُ يعلم ويتحقَّق أن مولانا زاده الله من فضله لا يتخلَّى عمَّن لا له به تعلُّق فكيف يتخلَّى عن عبدٍ خدمَه وصار له إليه نِسْبة . وإن كان قد رضيَ أن يكون هذا حظَّ المملوك مِن تَقَدُّمه وجاهه وعزِّه فالسمع وألف طاعة وعلى رأس المملوك وعينه والمملوك هو ملك مولانا وله أن يتصرَّف في ملكه كيف يشاء .
إن كان سُكَّان الغضا ... رَضُوا بقتلي فَرِضا .
صرتُ لهم عبداً وما ... للعبدِ أنْ يَعْتَرِضا .
واللهِ العظيم وكفى بالله شهيداً إنَّ المملوك يدعو لمولانا بكلِّ دعاءٍ صالح وما له أحدٌ من الناس غير الرحمة التي أسكنها الله في قلب مولانا وعمَر بها خاطره وما يتوَّسل إليه إِلاَّ بعهوده ومواثيقه . ومطلوب المملوك الحجّ في هذا العام فبالله بالله بالله يا مولانا لاحظ المملوك بعنايةٍ يتفرَّج بها كَرَبُ المملوك ويزولُ عنه العائق بصفد . فوالله قد ضاق الوقت بالمملوك عن القُوت ولا حول ولا قوَّة إِلاَّ بالله العليّ العظيم ولولا أنَّ المخدوم الناصري عزَّ نصرُه ابن عمّ مولانا افتقد المملوكَ بشيءٍ وقاهُ من برد الشتاء وإلا كان قد هلك في هذا البرد . والمملوك يسأل من مولانا الحجَّ في هذا العام لوجه الله عزّ وجلّ وعسى أن يوافيَني الأجَلُ في قُرْبةٍ يكون معها حسنُ الخاتمة فالدنيا قد فرغ منها والمملوك ما له أحدٌ يتوسَّل به غير مراحم مولانا ووفائه وكرم نفسه الشريفة . أُنهي ذلك .
ومن إنشائه C تعالى نسخة كتاب كتبه تجربةً للخاطر :