يرويك في ظمإٍ بدا بوروده ... ويُريك في ظُلَمٍ هُدًى بطلوعهِ .
ولقد حللت اللغز إجمالاً وفي ... تفصيله تفصيلُ روضِ ربيعهِ .
فاسْتَجْلِ بِكراً من وليٍّ بالحُلى ... يهدي لكُفْءِ الفضلِ بينَ رُبوعهِ .
وحلَّه العلاّمة تقيُّ الدين C تعالى في " علم " وأجاب عنه بمائة بيت تقريباً ؛ وأوَّلها : .
بغزيرِ علمٍ وافتنانٍ واسعٍ ... ألغزتَ علماً في فنونِ وسيعهِ .
ابن الحسام الشاعر .
عمر بن آقُوش ؛ هو الشاعر زين الدين أبو حفص الشِّبليُّ الدمشقي الذهبي الشافعي المعروف بابن الحسام الافتخاري . سألته عن مولده فقال : سنة أربع وثمانين وست مائة . اجتمعتُ به غير مرَّة وأنشدني كثيراً من شعره فيه تودُّدٌ كثير وحسن صحبة وطهارة لسان . سمع على الحجَّار وغيره . أنشدني من لفظه لنفسه : .
قد أثقلتني الخطايا ... فكيف أخلص منها ؟ .
يا ربّ فاغفر ذنوبي ... واصفحْ بفضلك عنها .
وأنشدني له أيضاً : .
يا من عليه اتِّكالي ... ومن إليه مآبي .
جُدْ لي بعفوكَ عنِّي ... إِذا أخذتُ كتابي .
وأنشدني له أيضاً : .
يا سائلي كيف حالي في مراقبتي ... وما العقيدةُ في سرِّي وإعلاني .
أخافُ ذنبي وأرجو العفو عن زللي ... فانظر فبين الرجا والخوف تلقاني .
وأنشدني لنفسه يودِّعني وأنا متوجِّهٌ إلى الرَّحبة سنة تسع وعشرين وسبع مائة : .
ولمَّا اعتنقنا للوداع عشيَّةً ... وفي القلب نيرانٌ لفرط غليلهِ .
بكيتُ وهل يُغني البكا عند هائمٍ ... وقد غاب عن عينيه وجهُ خليلهِ .
وأنشدني لنفسه : .
يا سيِّد الوزراءِ دعوةَ قائلٍ ... من بعدِ إفلاسٍ وبيع أثاثِ .
أبطتْ حوالتُكم عليَّ كأَنَّها ... تأتي إِذا ما صرتُ في الأجداثِ .
فإذا أتتْ من بعدِ موتي فاحْسِنوا ... بوصولها للأهل في ميراثي .
وأنشدني لنفسه ما كتبه لشرف الدين يعقوب ناظر طرابلس يشتكي من أيُّوب : .
بُليتُ بالضُّرِّ من أيُّوبَ حين غدا ... يُنكِّدُ العيشَ في أكلٍ ومشروبِ .
وزاد يعقوب في حُزني لغيبته ... فضُرُّ أيُّوبَ لي مع حُزن يعقوبِ .
وأنشدني من لفظه لنفسه : .
إِذا ما جئتُكم لغناء فقري ... تقول أبْشِرْ إِذا قدم الأميرُ .
وقد طال المطالُ وخفتُ يأتي ... أميرُكُمُ وقد ماتَ الفقيرُ .
وتوفي C تعالى في ثاني شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبع مائة في طاعون دمشق .
العبدي الموصلي .
عمر بن أيُّوب أبو حفص العبديّ الموصليّ . كان من أشدّ الناس حياءً . توفِّي سنة ثمانٍ وثمانين ومائة وروى له مسلم وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة وروى هو عن جعفر بن بُرقان ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأفلح بن حُمَيْد وإبراهيم بن نافع المكِّي وعليّ بن حرب . وقال ابن مَعين : ثقةٌ مأمون . وقال محمد بن عبد الله بن عمَّار : ما رأيته يذكر الدنيا وكان من أشدِّ الناس حياءً .
الملك المغيب بن الصالح أيُّوب .
علي بن أيُّوب بن محمد بن محمد بن أيُّوب بن شاذي بن مروان الملك المغيث جلال الدين بن السلطان الملك الصالح نجم الدين بن السلطان الملك الكامل ابن العادل الكبير . توفي شابًّا بقلعة دمشق سنة اثنتين وأربعين وست مائة في حبس عمِّ والده الملك الصالح إسماعيل . وكان والده لمَّا خرج إلى فلسطين استناب ولده هذا بقلعة دمشق فلمَّا ملك الصالح إسماعيل دمشق اعتقله فلم يزل إلى أن توفي فتألَّم أبوه لموته واتَّهم عمَّه أنَّه سقاه وتجهَّز له وحاربه .
عمر بن بدر .
ضياء الدين الكردي الحنفي